في تصعيد خطير للأزمة المستمرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أعلنت الحكومة الكونغولية قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع رواندا، متهمة إياها بدعم متمردي حركة “إم 23” الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من المناطق الشرقية الغنية بالمعادن، حيث جاء هذا القرار بعد اتهام الجيش الكونغولي لقناصة روانديين بقتل الحاكم العسكري لإقليم شمال كيفو على خط المواجهة.
تزامنا مع ذلك، أعلنت جنوب أفريقيا عن مقتل تسعة من جنودها المشاركين في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الكونغو، وسط تصاعد حدة القتال مع المتمردين المدعومين من رواندا.
ومن جانبها، نفت رواندا هذه الاتهامات، معربة عن أسفها لقرار الكونغو بقطع العلاقات الدبلوماسية، ومعتبرةً أن كينشاسا تحاول صرف الأنظار عن إخفاقاتها الداخلية.
وفي ظل هذه التطورات، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لمناقشة الأزمة المتفاقمة في المنطقة، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا.
ويذكر أن حركة “إم 23” كانت قد سيطرت لفترة وجيزة على مدينة غوما في عام 2012، مما دفع المانحين الدوليين إلى قطع المساعدات عن رواندا آنذاك. واليوم، تسيطر الحركة على مساحات أكبر من الأراضي، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في المنطقة.
ومع استمرار تدهور الأوضاع، تتزايد الدعوات الدولية لرواندا بوقف دعمها للمتمردين، فيما يواجه المدنيون في شرق الكونغو أوضاعًا إنسانية متردية، مع نزوح مئات الآلاف من منازلهم بسبب القتال.
26/01/2025