في عملية أمنية وصفت بـ”النوعية”، ألقت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية القبض على عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، والرئيس السابق لفرع الأمن السياسي في درعا حتى مارس 2011 … وتداولت وسائل الإعلام صورًا لنجيب أثناء اعتقاله، حيث كان يرتدي قبعة سوداء، قبل أن يتم نقله في سيارة أمنية تمهيدًا لتسليمه إلى الجهات المختصة.
وولد عاطف حاج نجيب عام 1960 في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، وهو ابن فاطمة مخلوف، شقيقة أنيسة مخلوف والدة بشار الأسد. شغل عدة مناصب أمنية، من بينها نائب رئيس الأمن السياسي في دمشق، ثم رئيسًا لفرع الأمن السياسي في درعا حتى عام 2011.
ويعد نجيب أحد أبرز الشخصيات المتورطة في قمع الاحتجاجات السورية عام 2011، حيث ارتبط اسمه بتعذيب أطفال درعا، ومنهم الطفل حمزة الخطيب، الذي قُتل تحت التعذيب في فرع الأمن السياسي، ما جعل منه رمزًا للثورة السورية. وكانت الجريمة التي فجّرت الغضب الشعبي هي اقتلاع أظافر الأطفال، وهو ما قاد إلى احتجاجات واسعة بدأت بالمطالبة بمحاسبته، قبل أن تتطور إلى ثورة اجتاحت البلاد.
وعرف عن نجيب تعامله الوحشي مع سكان درعا، ونُقل عنه قوله الشهير: “أنا الله في درعا”، في إشارة إلى جبروته وسطوته الأمنية، ما أدى إلى تصعيد الغضب الشعبي ضده وضد النظام السوري بأكمله.
ولم يكن نجيب مجرد ضابط أمني، بل استغل نفوذه في درعا لفرض الإتاوات على التجار ورجال الأعمال، والتحكم في دخول وخروج البضائع، بل حتى في مصادر المياه، التي تعد شريان الحياة في المنطقة الزراعية.
وعلى الصعيد الدولي، أدرجت الولايات المتحدة نجيب على قوائم العقوبات في أبريل 2011، ولحق بها الاتحاد الأوروبي في مايو من العام نفسه، ليختفي بعدها عن المشهد السياسي حتى إعلان اعتقاله مؤخرًا.
وبعد أكثر من 14 عاما على دوره في قمع الثورة السورية، عاد اسم عاطف نجيب إلى الواجهة مجددًا، لكن هذه المرة كمعتقل. ورغم أن تفاصيل محاكمته لا تزال غير واضحة، فإن اعتقاله يطرح تساؤلات حول ما إذا كان هذا التحرك جزءًا من تصفية حسابات داخل النظام، أم خطوة نحو محاكمته على الجرائم التي ارتكبها.
01/02/2025