أكدت “جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا” أن تهنئة الملك محمد السادس للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع تعكس ثبات المملكة المغربية في مواقفها السياسية والإنسانية الداعمة للشعب السوري في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والاستقرار. وشددت الجبهة على أن هذا الموقف ينسجم مع التزام المغرب بوحدة سوريا الوطنية والترابية، معربة عن أملها في أن تستغل القيادة الجديدة هذه المرحلة لترسيخ علاقات أوثق مع المملكة. كما دعت الجبهة المسؤولين السوريين إلى تصحيح الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق بحق العلاقات التاريخية بين البلدين، بما في ذلك قطع العلاقات مع جبهة البوليساريو التي كانت حليفة لنظام الأسد.
وفي مذكرة رسمية، طالبت الجبهة بضرورة الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على صحرائه، وفتح مكتب قنصلي في مدينة العيون لتعزيز العلاقات الثنائية. كما دعت إلى الاستفادة من الخبرات المغربية في إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، المدنية والعسكرية، وإشراك القطاع الخاص المغربي في جهود إعادة الإعمار. وكان الملك محمد السادس قد بعث، الثلاثاء، برقية تهنئة للرئيس الانتقالي السوري، جدد خلالها موقف المغرب الثابت في دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها، والتزامه بالوقوف إلى جانب الشعب السوري لتحقيق الأمن والاستقرار.
وفي السياق ذاته، اعتبر محللون أن أمام النظام السوري الجديد فرصة لإعادة الاندماج في محيطه العربي من خلال تبني مواقف واضحة بشأن القضايا الجوهرية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. وأكد المحلل السياسي لحسن أقرطيط أن الاعتراف بمغربية الصحراء بات جزءا من التوافق العربي، مشددا على أن تعزيز العلاقات المغربية السورية يمر عبر مواقف واضحة في هذا الشأن. من جانبه، رأى الباحث حفيظ الزهري أن التغيير في دمشق يجب أن ينعكس على موقفها الدولي، وخاصة في الأمم المتحدة، حيث يتوقع أن تتبنى القيادة السورية الجديدة مواقف أكثر وضوحا تجاه السيادة المغربية، مما قد يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
05/02/2025