دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد قمة ثانية لقادة الدول الأوروبية وغير الأوروبية لمناقشة الأزمة الأوكرانية، وذلك بعد القمة الأولى التي عُقدت في باريس يوم الاثنين الماضي. تهدف هذه القمة، المقرر عقدها اليوم الأربعاء عبر تقنية الفيديو، إلى توسيع دائرة المشاركة لتشمل دولًا أوروبية أخرى وكندا، بهدف تعزيز التنسيق والتوصل إلى موقف موحد بشأن الصراع في أوكرانيا.
وجاءت هذه الدعوة بعد انتقادات وُجّهت لماكرون بسبب استبعاده بعض الدول الأوروبية من القمة الأولى، مما أثار استياء دول مثل رومانيا وسلوفينيا. وفي محاولة لاحتواء هذا الاستياء، أكد ماكرون أهمية إشراك جميع الشركاء الأوروبيين في المناقشات المتعلقة بأمن القارة.
وفي سياق متصل، أجرى ماكرون محادثات هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل وبعد القمة الأولى، مشيرًا إلى دور ترامب في إعادة إطلاق حوار مفيد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما أكد ماكرون أن السلام الدائم في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه دون مشاركة فعّالة من كييف، مشددًا على أن فرنسا لا تنوي إرسال قوات إلى أوكرانيا في الوقت الحالي، لكنها ستواصل تقديم الدعم المادي والخبرات بالتعاون مع المملكة المتحدة.
وتأتي هذه التحركات في ظل تكثيف الجهود الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، حيث التقى مسؤولون رفيعو المستوى من البلدين في المملكة العربية السعودية لمناقشة سبل إنهاء الصراع في أوكرانيا. وفي هذا الإطار، تسعى الدول الأوروبية إلى ضمان أن يكون لها دور فعّال في أي مفاوضات سلام مستقبلية، مؤكدة أن تحقيق السلام في أوكرانيا لا يمكن أن يتم دون مشاركة أوروبية فعّالة.
ومن المتوقع أن تركز القمة الثانية على تعزيز التنسيق بين الدول المشاركة وتحديد الخطوات المستقبلية لدعم أوكرانيا، مع التأكيد على أهمية الوحدة الأوروبية في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة.
19/02/2025