شهد اجتماع لجنة التتبع الخاصة بالنقل الحضري بعمالة وجدة أنجاد ، والتي ترأسها مسؤول إقليمي ، وشهدت حضور عمر بوكابوس، النائب الأول لرئيس جماعة وجدة، والأعضاء محمد قدوري وعبد الرحيم لزعر والفاطمي نور الدين، مشهدا غير متوقع حينما فرض مدير شركة “موبيليس” هيبته على الجميع.
وفي لحظة حاسمة، تحول “الأسود” الذين طالما علا زئيرهم في دورات المجلس الجماعي بوجدة إلى “قطط” وديعة، عاجزة عن مواجهة سطوة بوكابوس الذي يعرف جيدا كيف يلجم الألسن.
فهذا الاجتماع لم يكن سوى حلقة جديدة من مسلسل متكرر، حيث تظهر فيه وجدة ضعفا واضحا في الدفاع عن حقوق مواطنيها في قطاع حيوي كالنقل الحضري، ففي الوقت الذي تعاني فيه المدينة من مشاكل متفاقمة في النقل، يعجز المسؤولون عن مواجهة مدير شركة يبدو أنه أحكم قبضته عليهم، ليس بالمنطق والحجة، بل بما يشاع عن مصالح متشابكة ومنافع متبادلة منذ سنوات.
ولقد بات من الواضح أن هذه اللجنة التي يفترض أنها وجدت لمتابعة ملف النقل والدفاع عن مصلحة الساكنة، أصبحت عاجزة عن أداء دورها الحقيقي، فكيف لأعضاء لجنة أن يصمتوا صمت القبور أمام توبيخات مدير شركة نقل؟ وكيف يعقل أن تختزل أصواتهم، التي لطالما زعزعت قاعات المجلس، في همسات خافتة؟
ليبقى السؤال المطروح: ألم يعد في وجدة من يدافع عن مصالح أهلها، أم أن الأكتاف التي يجب أن تحمي المدينة قد ثقلت بأعباء الامتيازات؟
وقد تعد هذه اللحظة مفصلية تستدعي وقفة تأمل ومراجعة، فالصمت على هذا الوضع لن يكون إلا تأشيرة لمزيد من التهاون في ملفات أخرى، وعلى ساكنة وجدة أن تدرك أن حقوقها لن تصان ما لم ترفع الأصوات عاليا بالمحاسبة والمساءلة.
25/02/2025