kawalisrif@hotmail.com

مستشفى محمد الخامس بالحسيمة … عندما تصبح الجراحة لعبة “الغميضة”!

مستشفى محمد الخامس بالحسيمة … عندما تصبح الجراحة لعبة “الغميضة”!

إذا كنت تعتقد أن الذهاب إلى المستشفى يعني الحصول على علاج محترم، فدعني أخبرك أنك لم تجرب مستشفى محمد الخامس بالحسيمة بعد! هنا، قد تدخل بإصابة بسيطة وتخرج بقصة تستحق أن تتحول إلى فيلم درامي – أو ربما كوميدي سوداء.

قضيتنا اليوم ليست عن سوء الخدمات فقط، بل عن عملية جراحية أشبه بالسحر: يدفع المريض ثمن قطعة حديدية، يُقال له إنها ستُزرع في جسده، ثم بعد العملية، تختفي القطعة وكأنها لم تكن! ترى، هل كان يفترض أن يطلب المريض فاتورة تسليم أو عقد ضمان على القطعة قبل أن يخضع للتخدير؟

لكن، لنكن واقعيين. كيف يمكننا أن نلوم إدارة المستشفى؟ فهم على الأقل يحاولون التخفيف من الوزن الزائد للمرضى، عبر التخلص من المعادن الإضافية التي لا داعي لها .

صديقنا أمحمد لم يصدق الأمر في البداية، فليس من المنطقي أن يخبره الجراح أن القطعة تم زرعها، ثم يؤكد له طبيب آخر في طنجة أنها لم تدخل جسم أخيه أصلاً! لكنه سرعان ما استوعب الحقيقة، عندما أدرك أن المستشفى ليس سوى سوق مفتوح لصفقات جانبية، حيث العلاج متوفر لمن يدفع، والجودة… حسناً، الجودة مجرد خيار رفاهية.

بين الدعابة والمرارة: من نلوم؟

بعد هذه التجربة “الممتعة”، لم يعد أمام أمحمد سوى حل واحد: الضحك على المأساة ! فحين يصبح الواقع أكثر عبثية من الخيال، يبدو الضحك الوسيلة الوحيدة لتجنب الجنون.

السؤال هنا ليس عن قطعة الحديد المفقودة، ولا عن الألم الذي استمر بعد العملية، بل عن الثقة التي تنكسر في كل مرة يدخل فيها مريض مستشفى بحثًا عن العلاج، ليخرج بدرس قاسٍ في النجاة من “مقصلة” القطاع الصحي.

هل نلوم القدر؟ أم نلوم من باعوا ضميرهم واستبدلوا قسم المهنة بصفقات تحت الطاولة؟ الإجابة واضحة، لكنها للأسف، ليست قابلة “للتعقيم” أو “للاستبدال”.

توقيع : زائر وقت الحاجة لمستشفى الحسبمة

27/02/2025

Related Posts