يبدو أن سكان الريف المغربي لم يعد يكفيهم التعايش مع الأزمات اليومية، فحتى الأرض قررت أن تذكرهم بأنها غير مستقرة أيضًا ! فقد شهدت المنطقة سلسلة من الهزات الأرضية التي أثارت حالة من الذعر بين السكان، مع تباين مراكز الهزات بين مليلية، جبل طارق، وماربيا قرب مالقة.
بحسب المعطيات المتوفرة، فإن مركز إحدى الهزات التي شعر بها سكان إقليم الناظور، صباح اليوم الخميس، كان بمليلية المحتلة على بعد 1.5 كلم من عرض البحر، دون تحديد دقيق لقوتها، فيما سُجلت هزة قرب جبل طارق بلغت شدتها 1.9 درجة على سلم ريختر، أما الهزة التي ضربت ماربيا قرب مالقة فقد بلغت 2.0 درجة، مما جعل السكان في حالة تأهب دائم، بين من يتابع الأخبار بحثًا عن تطمينات، ومن ينام بملابسه تحسبًا لأي طارئ.
رغم أن هذه الدرجات قد تبدو ضعيفة مقارنة بالزلازل الكبرى، إلا أن سكان المنطقة يعرفون جيدًا أن الأمر لا يتعلق فقط بالقوة، بل بالتكرار والشعور المستمر بانعدام الأمان. فالريف منطقة اعتادت على الهزات، لكن ذلك لا يعني أن القلق يقلّ مع مرور الوقت، بل العكس، إذ يزداد التوتر مع كل اهتزاز خفيف، وتعود إلى الأذهان مشاهد الهزات السابقة التي خلفت أضرارًا وخسائر.
السؤال الذي يطرحه الجميع: هل نحن أمام نشاط زلزالي مؤقت، أم أن هناك شيئًا أكبر قادم؟ ورغم محاولات الطمأنة من الجهات المختصة، إلا أن السكان يدركون أن الأرض لا تحتاج إلى إذن مسبق لتتحرك، وأن “هزة بسيطة” قد تكون مجرد تحذير لما هو أكبر!
27/02/2025