في كواليس تسيير الشأن العام بالحسيمة، برز اسم إدريس دكوج، الكاتب العام السابق لعمالة الحسيمة، الذي أعفي مؤخرا ، كشخصية مثيرة للجدل، حيث كشفت مصادر مسؤولة لجريدة “كواليس الريف” أن الرجل كان يمارس ضغوطًا على مدراء ومسؤولي المصالح الخارجية، لدفعهم إلى تجاوز القانون وتمرير مصالح خاصة مرتبطة بدائرته من الأصدقاء والمتصلين به من مسؤولين ونافذين .
وأوضحت ذات المصادر أن دكوج لم يكن يتردد في التدخل المباشر في شؤون المقاولات والصفقات العمومية، إذ كان يتصل ببعض المقاولين محاولا إجبارهم على المشاركة في الصفقات الخاصة بالعمالة، وفق اتفاق مسبق يضمن له نسبة تصل إلى 20% من قيمة الصفقة، حيث أن هذا السلوك جعل بعض رؤساء المصالح الخارجية يرفضون الانصياع له، ما أدى إلى توتر علاقاتهم معه وخلق أجواء من التشنج داخل العمالة ، كما كان يتلاعب في منح شواهد إستمرار الملكية وغيرها …
وبحسب ما تسرب من كواليس القرار الوزاري، فإن وزارة الداخلية رأت أن إبعاده عن الحسيمة هو الحل الأمثل، في ظل تزايد الشكاوى والضغوط حول أسلوبه في تدبير الملفات.
واللافت أن دكوج لم يكن محط الجدل الوحيد، فقد سبق أن اصطدم منذ اليوم الأول لاستقدامه إلى الحسيمة بخليفة القائد آنذاك، المسمى بوشار، الذي يشغل اليوم قائد المقاطعة الأولى بالحسيمة، حيث نقل عنه أنه رفض تقاسم “الكعكة” مع دكوج، متذرعا بأنه قد “شبع” من الامتيازات، وهو ما زاد من حدة الخلافات بين الطرفين.
ويذكر أن بوشار لم يكن يحمل المستوى الأكاديمي المطلوب لمنصب قائد، حيث لم يتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة بالرباط (المعروفة بمدرسة المحمدية)، غير أن نفوذ شقيقه داخل وزارة الخارجية كان العامل الحاسم في تمكينه من المنصب.
فإبعاد إدريس دكوج عن الحسيمة جاء ليضع حدا لنفوذ ظل يتحرك في الكواليس، لكنه أيضا يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة الإدارة الترابية على ضبط إيقاع التسيير بعيدًا عن الحسابات الشخصية.
04/03/2025