هل نحن ذاهبون للصلاة أم في طريقنا لعبور أحد المراكز الحدودية الأكثر تعقيدًا في العالم؟ لم يعد الدخول إلى المسجد لصلاة التراويح مجرد خطوة روحية، بل تحول إلى إجراء أمني صارم: فرق بوليسية مرابطة، أجهزة سكانير دقيقة، وكواشف يدوية تتحسس كل من يخطو نحو الصفوف الأولى. وكأنّ الأمر لا يتعلق بمصلّين متجهين إلى بيت الله، بل بمشتبه بهم يخضعون لتحقيق أولي قبل السماح لهم بالدخول!
في الجزائر، حتى الخشوع يمر عبر الفلترة الأمنية !
السؤال المطروح: هل هذه الإجراءات هدفها حماية بيوت الله من “المندسّين”، أم أنها بروتوكول جديد يحدد من يحق له دخول ساحة الصلاة ومن عليه البقاء خارجًا؟ أم أن هناك تصنيفًا جديدًا لمستويات التدين، حيث يتوجب على المصلّي إثبات حسن النية والالتزام قبل أن يُسمح له بركوعٍ شرعي؟
بهذا الإيقاع، قد لا يكون غريبًا إذا رأينا في المستقبل “رخصة للصلاة” تصدرها الجهات المختصة، مع بطاقة ذكية تحدد لكل مصلٍّ عدد الركعات المسموح بها يوميًا! وربما يتم تزويد كل مسجد بجهاز “كشف مستوى الخشوع”، حيث يتم تقييم أداء المصلّي وإذا لم يكن بمستوى مقبول، فقد يتم طرده لإعادة المحاولة لاحقًا!
أما الصفوف الأمامية، فلا تستغرب إذا تحوّلت إلى منطقة VIP، لا يدخلها إلا أصحاب “التصريح الأمني للتعبد” أو من لديهم توصية من الجهات المختصة!
وفي ظل هذه “التطورات”، قد نصل إلى مرحلة يصبح فيها الأذان مشفرًا، يُرسل فقط إلى من يملك الكود الصحيح، وربما نجد قريبًا تطبيقًا رسميًا يحمل شعار:
“صلِّ تحت الرقابة… لأمنك وأمن الوطن” !
صحفي حط في الجزائر فصلى :
05/03/2025