في تصعيد جديد، طالب حزب ڤوكس اليميني المتطرف في البرلمان الإسباني حكومة پيدرو سانشيز بإدانة لجنة تحرير سبتة ومليلية، التي تم إنشاؤها أواخر العام الماضي، وتضم ما يقرب من مائة جمعية مدنية.
وقدم الحزب سؤالين مكتوبين للحكومة الإسبانية مطالبًا بتوضيح موقفها بشأن تلقيها أي ضمانات رسمية من المغرب بعدم مطالبته بالمدينتين المحتلتين.
وجاء في بيان الحزب :
“نظرًا للتهديدات المستمرة من المغرب على سيادة سبتة ومليلية، تم تقديم سؤالين مكتوبين للحكومة لمعرفة ما إذا كانت قد تلقت ضمانات رسمية بعدم مطالبة المغرب بالمدينتين المستقلتين”، على حد وصفهم.
وتأتي هذه التحركات بعد أن تلقى الحزب ردًا رسميًا من الحكومة الإسبانية يفيد بأن “إسبانيا تحافظ على علاقات صداقة وتعاون جيدة مع المغرب”. وكان هذا الرد بمثابة إجابة على استفسارات سابقة حول إنشاء لجنة تحرير سبتة ومليلية في المغرب.
المغرب يرد: استعادة الأراضي المحتلة حق مشروع
في المقابل، لم يلتزم المغرب الصمت، حيث أكدت مصادر رسمية أن مسألة سبتة ومليلية هي “قضية سيادة وطنية غير قابلة للمساومة”، مشيرة إلى أن وجود المدينتين تحت السيطرة الإسبانية هو بقايا استعمارية يجب إنهاؤها.
وأضافت المصادر أن المغرب، كما نجح في استرجاع الصحراء، سيواصل جهوده المشروعة لإنهاء الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلية، مؤكدة أن “لجان التحرير ليست سوى انعكاس للإرادة الشعبية الراسخة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة”.
كما شددت المصادر على أن العلاقات الجيدة مع إسبانيا لا تعني التنازل عن الحقوق التاريخية للمغرب، داعية الحكومة الإسبانية إلى عدم الانجرار وراء أجندات متطرفة، مثل تلك التي يتبناها حزب ڤوكس المعادي للمغرب.
الحكومة الإسبانية في موقف حرج
في الوقت الذي تحاول فيه حكومة سانشيز التقليل من حدة الأزمة، يرى مراقبون أن الردود الدبلوماسية المبهمة ليست كافية لتهدئة المخاوف المتزايدة داخل إسبانيا، خاصة بعد تصاعد الأصوات المطالبة باتخاذ موقف صارم ضد المغرب.
من جهة أخرى، تؤكد الرباط أنها ماضية في مسارها القانوني والدبلوماسي لاستعادة سبتة ومليلية، مع التذكير بأن السيادة لا تقبل النقاش أو التفاوض، بل هي مسألة وقت وإرادة وطنية.
وفي ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل مدريد مع الضغط المتزايد من الأحزاب اليمينية، دون الإضرار بعلاقاتها الاستراتيجية مع الرباط؟
11/03/2025