kawalisrif@hotmail.com

جامع سيدي عبد الواحد في طرابلس : تحفة معمارية مغربية في قلب لبنان

يُعد جامع سيدي عبد الواحد من أقدم المساجد في مدينة طرابلس اللبنانية، حيث يعود تأسيسه إلى العصر المملوكي، وهو شاهد على التواصل الثقافي والمعماري بين بلاد المغرب والمشرق الإسلامي. أسس هذا المسجد الشيخ المغربي عبد الواحد المكناسي في القرن الثامن الهجري (القرن الرابع عشر الميلادي)، وقد أصبح معلمًا دينيًا وثقافيًا يعكس التأثيرات المغربية في العمارة الإسلامية.

ارتبط تأسيس جامع سيدي عبد الواحد بالشيخ عبد الواحد المكناسي، الذي كان عالمًا ورجل دين قدم من المغرب إلى بلاد الشام خلال فترة ازدهار الدولة المملوكية. اختار الشيخ طرابلس لبناء مسجده نظرًا لمكانتها العلمية والثقافية، حيث كانت تضم العديد من المدارس والكتاتيب الإسلامية. كان المسجد منذ نشأته مركزًا للعبادة والتدريس، حيث اجتمع فيه طلاب العلم لتلقي الدروس في الفقه والحديث والتفسير، ما عزز مكانته في الحياة الدينية بالمدينة.

يتميز جامع سيدي عبد الواحد بعمارته المستوحاة من الطراز المغربي، الذي يتجلى في عناصره المختلفة، من القباب إلى الزخارف والنقوش، مما يجعله فريدًا بين المساجد اللبنانية. ومن أبرز ملامحه القبة ذات شكل مغاربي مميز، مشابه لتلك التي تزين المساجد التقليدية في المغرب والأندلس. الأقواس مزخرفة بتصاميم هندسية مستوحاة من العمارة الإسلامية في المغرب الكبير، مما يعكس الروابط الثقافية بين المشرق والمغرب. المئذنة تحمل شكلًا مربعًا، مشابهًا لمآذن المساجد الأندلسية والمغربية، وهي مزينة بنقوش هندسية بديعة تضفي عليها طابعًا فريدًا.

على مدار القرون، ظل مسجد سيدي عبد الواحد مركزًا للحياة الدينية والتعليمية في طرابلس، حيث كان العلماء يُدرّسون فيه مختلف العلوم الشرعية، كما أدى دوره في نشر الفكر الإسلامي وتعزيز التبادل الثقافي بين المغرب الكبير والمشرق. إضافةً إلى دوره الديني، فإن المسجد يعكس جزءًا من تاريخ المدينة المعماري، ويعد وجهة مهمة للباحثين في التراث الإسلامي.

يُعتبر جامع سيدي عبد الواحد معلمًا تراثيًا يجسد التفاعل الحضاري بين المشرق والمغرب، ويعكس مدى تأثير العلماء المغاربة في نشر الإسلام وثقافته خارج حدود بلادهم. ورغم مرور مئات السنين على بنائه، لا يزال المسجد قائمًا بشموخه، محافظًا على طابعه الفريد الذي يجعله أحد أروع شواهد العمارة الإسلامية في لبنان.

14/03/2025

مقالات ذات الصلة

16 مارس 2025

“النشاط والخشوع” … طبول الموسيقى تخترق جدران مسجد شعالة بالناظور خلال أداء صلاة التراويح

16 مارس 2025

سطات: العثور على جثة رضيع حديث الولادة وسط النفايات

16 مارس 2025

“بو يذونان” .. مسلسل رمضاني أمازيغي يثير غضب واسع بعد تشبيه أبناء المهجر بالكلاب ، والسيناريست بوزكو ينفي مسؤوليته !!

16 مارس 2025

المغاربة يتصدرون سوق العمل في إسبانيا

16 مارس 2025

رئيس جماعة بني شيكر السابق أمام استئنافية الناظور بعد غد الثلاثاء

16 مارس 2025

جرسيف تحتفي بفن السماع والمديح في أمسية رمضانية مميزة

16 مارس 2025

الملاكمة المغربية برطال تفوز ببطولة العالم

16 مارس 2025

التتويج العظيم لتبون الجزائر … بطل الأولمبياد بلا أولمبياد

16 مارس 2025

كما فعل في الحسيمة سابقا … الوالي شوراق عامل عمالة مراكش يمنح 100 قفة رمضانية لمراسل قناة “الشذوذ”

16 مارس 2025

خلفت 69 طفلا : ڤالنتينا ڤاسيليفا … المرأة الروسية صاحبة أكبر عدد من الأطفال في التاريخ

16 مارس 2025

مؤسسة جود والعمل الخيري في إقليم الحسيمة : تضامن أم استغلال سياسي من قبل التجمع الوطني للأحرار

16 مارس 2025

شحنت طارت ثم عادت فسقطت … الدرك الملكي يحجز طائرة درون لتهريب المخدرات بجماعة بني خالد بوجدة قرب الحدود الجزائرية

16 مارس 2025

المغرب يثبت ردارات متطورة جدا على طائرات الآباتشي المرعبة من أجل القصف الدقيق

16 مارس 2025

بنكيران وإخوانه يطالبون بالتحقيق مع وزير في حكومة أخنوش بسبب إستغلال سيارات الدولة لتوزيع قفف رمضان لغاية انتخابية

16 مارس 2025

أبطال من ورق … بعد إعلان عمالة الإقليم … جمعويون وفاعلون مدنيون يركبون على موجة الملعب الكبير للناظور