شهدت ليلة الخميس – الجمعة محاولات يائسة من طرف العديد من الشباب والمراهقين المغاربة، إضافة إلى جزائريين، لعبور البحر نحو مدينة سبتة المحتلة، رغم سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج بفعل تأثيرات المنخفض الجوي “كونراد” الذي اجتاح شمال المملكة.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد صادمة تُوثق لهذه المحاولات، حيث أظهرت مقاطع فيديو شبانًا وهم يغامرون بأرواحهم، متحدين العاصفة في محاولة للسباحة نحو الضفة الأخرى … كما سُجلت نداءات استغاثة لمهاجرين وجدوا أنفسهم عالقين وسط أمواج البحر العاتية بين شاطئ الفنيدق وسبتة، في مشاهد تُعيد للأذهان المآسي المتكررة التي خلفتها محاولات الهجرة غير النظامية.
وفق مصادر مهتمة بملف الهجرة في شمال المغرب، فإن الساعات القادمة قد تحمل أخبارًا مأساوية، حيث يُتوقع تسجيل وفيات بسبب هذه المحاولات الخطيرة، خاصة مع تواتر الأنباء حول اختفاء عدد من المهاجرين. وقد أكدت السلطات الإسبانية، أمس الخميس، فقدان شخص واحد على الأقل على شواطئ سبتة، وسط مخاوف من تسجيل حصيلة أكبر من الضحايا.
ويستغل المهاجرون، خاصة الشباب والمراهقين، اضطراب الأحوال الجوية، حيث يصعب على القوات المغربية مراقبة تحركاتهم، مما يمنحهم فرصة للفرار نحو الضفة الأخرى. لكن هذه المحاولات تبقى محفوفة بالمخاطر، حيث وصفها البعض بأنها “شبه انتحارية”، نظرًا لارتفاع احتمالات الغرق أو التعرض للبرد القارس.
إعادة انتشار مشاهد قاسية لشباب مغاربة وهم يخاطرون بحياتهم للهروب من أوضاعهم المعيشية، جددت الانتقادات تجاه حكومة عزيز أخنوش، التي يُحملها البعض مسؤولية تفاقم ظاهرة هجرة القاصرين والشباب، بسبب ارتفاع معدلات البطالة والتدهور المستمر للقدرة الشرائية.
كواليس الريف: متابعة
14/03/2025