يشهد سوق العمل في إسبانيا تحولًا مهمًا في تركيبة العمال الأجانب، حيث أصبح المغاربة في الصدارة متجاوزين الرومانيين، وهو ما يعكس دورهم المحوري في دعم الاقتصاد الإسباني، خصوصًا فيما يتعلق باستدامة نظام المعاشات والضمان الاجتماعي.
بحسب تقرير حكومي إسباني نُشر في 14 فبراير 2025، بلغ عدد الأجانب المسجلين في الضمان الاجتماعي الإسباني 2,956,007 حتى يناير 2025، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الموسمية والتقويمية. واحتل المغاربة المرتبة الأولى في هذه القائمة، متقدمين على الرومانيين، الذين كانوا يشكلون أكبر نسبة من العمال الأجانب في إسبانيا لسنوات.
وتؤكد الباحثة فاطمة كحول، المختصة في الوقاية من المخاطر المهنية في بالنسيا ومؤلفة بحث “الهجرة المغربية وسوق العمل في إسبانيا”، أن المغرب أصبح المصدر الأول للعمالة الأجنبية في البلاد، متفوقًا على رومانيا، تليهما كولومبيا، إيطاليا، فنزويلا، والصين.
وفقًا لصحيفة إل باييس الإسبانية، بلغ عدد المغاربة المسجلين في الضمان الاجتماعي الإسباني 343,188 شخصًا في يناير 2025، أي بزيادة 24,400 شخص مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، و90,200 شخص مقارنة بعام 2019، و158,500 شخص مقارنة بعشر سنوات مضت.
فيما يلي ترتيب الجنسيات الأكثر تسجيلًا في الضمان الاجتماعي الإسباني:
1. المغرب – 343,188
2. رومانيا – 329,809
3. كولومبيا – 217,070
4. إيطاليا – 189,975
5. فنزويلا – 176,333
وتشير التقارير إلى أن 40% من الوظائف التي تم إنشاؤها عام 2024 شغلها أجانب، مما يعكس أهمية اليد العاملة المهاجرة في استقرار سوق العمل الإسباني.
رغم العدد الكبير للمغاربة العاملين في إسبانيا، إلا أن أوضاعهم الوظيفية ليست دائمًا في أفضل حالاتها، نظرًا لتركيزهم في قطاعات ذات أجور منخفضة وظروف عمل صعبة.
33% من المغاربة يعملون في قطاعات الزراعة، وتربية الماشية، والصيد البحري، وهي قطاعات استراتيجية بالنسبة لإسبانيا لكنها معروفة بضعف الأجور.
رغم التقدم الملحوظ، فإن نسبة النساء المغربيات في سوق العمل الإسباني لا تتجاوز 26%، لكن الجيل الجديد من المغربيات بدأ في فرض نفسه في مختلف المجالات.
لم يعد وجود المغاربة في إسبانيا مجرد مسألة عددية، بل أصبح حضورهم عنصرًا استراتيجيًا في الاقتصاد الوطني، حيث يساهمون في سد النقص في العمالة، خاصة في القطاعات التي تعاني من عجز في اليد العاملة المحلية. كما أن ارتفاع نسبة المغاربة المسجلين في الضمان الاجتماعي يعزز استدامة نظام التقاعد الإسباني، الذي يعتمد بشكل متزايد على اشتراكات العمال الأجانب.
في ظل هذه المعطيات، لا يمكن إنكار أن المغاربة أصبحوا ركيزة أساسية في سوق العمل الإسباني، مما يجعلهم جزءًا لا يتجزأ من المشهد الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
16/03/2025