kawalisrif@hotmail.com

أسواق “يسير” الجزائرية تثير الجدل في المغرب … استثمار اقتصادي أم تمويل لسياسات معادية ؟

أثار إعلان شركة “يسير” الجزائرية عن افتتاح محلات تجارية في المغرب جدلًا واسعًا، خاصة في ظل التوترات السياسية القائمة بين البلدين ، فقد تصاعدت الأصوات الداعية إلى مقاطعة الشركة، معتبرة أن أي درهم يُصرف فيها هو بمثابة دعم مباشر للاقتصاد الجزائري، الذي تتهمه هذه الأصوات بتمويل سياسات معادية للمغرب، خصوصًا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

لطالما دعا العديد من المغاربة إلى مقاطعة “يسير” حتى عندما كانت تقتصر على خدمات التوصيل والتوزيع، معتبرين أن وجودها في السوق المغربية غير مرحب به. واليوم، مع دخولها قطاع المحلات التجارية، تتجدد الدعوات إلى رفض التعامل مع الشركة، وسط تساؤلات حول مدى انسجام هذا الرفض مع السياسة الاقتصادية للمملكة.

أحد أبرز الحجج التي يسوقها دعاة المقاطعة هو أن الجزائر تمنع الشركات المغربية من العمل على أراضيها، بل إنها عمدت إلى طرد مستثمرين مغاربة في عدة مناسبات، بينما في المقابل، يفتح المغرب أبوابه أمام الشركات الجزائرية، مما يُعتبر تناقضًا غير مبرر ويضر بمصلحة المغرب، على حد تعبيرهم.

لكن في المقابل، هناك من يرى أن العداء السياسي لا ينبغي أن يكون عائقًا أمام الانفتاح الاقتصادي، وأن المغرب، على عكس الجزائر، يتبنى نموذجًا اقتصاديًا منفتحًا يرحب بالمستثمرين بغض النظر عن جنسياتهم.

ففي المغرب، يعمل العشرات من رجال الأعمال الجزائريين، الذين وجدوا فيه بيئة آمنة ومناخًا استثماريًا مستقرًا، وهو ما يختلف تمامًا عن الوضع في الجزائر، حيث يعاني المستثمرون من القيود البيروقراطية وعدم الاستقرار السياسي.

وبالتالي، يرى البعض أن التعامل مع “يسير” وغيرها من الشركات الجزائرية يجب أن يكون وفق اعتبارات اقتصادية بحتة، وليس بناءً على مواقف سياسية قد تتغير بمرور الوقت.

في النهاية، يظل السؤال الأساسي: هل يُفيد المغرب اقتصاديًا السماح لهذه الشركات بالعمل داخله؟ إذا كانت تُوفر فرص عمل، وتخضع للقوانين المغربية، وتدفع الضرائب داخل المملكة، فقد يكون السماح لها منطقيًا. أما إذا كانت تُحقق أرباحًا تُحوَّل إلى الجزائر بما يخدم مصالحها المعادية للمغرب، فهنا يصبح قرار المقاطعة خيارًا استراتيجيًا مشروعًا.

الكرة الآن في ملعب المستهلك المغربي، فهو وحده من سيقرر ما إذا كان سيُقاطع أو سيدعم، وفق قناعته الشخصية وما يراه الأفضل لمصلحة بلده.

19/03/2025

مقالات ذات الصلة

20 مارس 2025

مؤسسة محمد الخامس للتضامن تنظم حملة طبية جراحية لفائدة ساكنة تاونات

20 مارس 2025

الحسيمة … وزارة التجهيز تؤكد التسرب بسد بوعاصم بجماعة إساكن بفعل تشققات

20 مارس 2025

الاتحاد الإفريقي يثبّت اختصاص الأمم المتحدة في ملف الصحراء المغربية

20 مارس 2025

عراقجي: رسالة ترامب لإيران أقرب إلى تهديد وسترد عليها طهران قريبًا

20 مارس 2025

براءة رئيس جماعة دمنات ومن معه في تطور مفاجئ لقضية مثيرة

20 مارس 2025

إدانة خطيب المحامية الفرنسية المغتصبة من طرف “أولاد لفشوش” بحبس نافذ

20 مارس 2025

المغرب يحتضن المؤتمر العالمي السادس للقضاء على تشغيل الأطفال عام 2026

20 مارس 2025

*الرباط تعتمد أنظمة مراقبة ذكية و حماية الخصوصية

20 مارس 2025

غرفة المشورة بفاس تدمج قضيتين أدينا فيهما رئيس جماعة أجدير بتازة بست سنوات

20 مارس 2025

محلل اقتصادي: توقعات بنك المغرب للتضخم والنمو أكثر واقعية مقارنة بتقديرات الحكومة

20 مارس 2025

وزارة الداخلية تشدد على ضبط قرارات الهدم وتلاحق لوبيات العقار

20 مارس 2025

المغرب يتصدر قائمة مستوردي التمور التونسية خلال موسم 2024/2025

20 مارس 2025

اتهامات بالتواطؤ في سوق الدواجن تثير الجدل بالمغرب

20 مارس 2025

المنتخب المغربي يرسخ مكانته بين كبار العالم بعدد انتصارات قياسي

20 مارس 2025

تراجع استيراد اللحوم الحمراء في المغرب بعد إلغاء نحر الأضاحي