تشكل الزيارات الميدانية المتكررة لعامل إقليم الدريوش إلى جماعة تمسمان والجماعات المجاورة نموذجا في القرب من المواطنين والتفاعل مع قضاياهم، فمن خلال حضوره المستمر، يبرز العامل التزامه بالتنمية المحلية، ليس فقط من خلال الاستماع إلى الساكنة، ولكن أيضا عبر توجيه رسائل واضحة للمجالس المنتخبة بشأن ضرورة تحمل مسؤولياتها بجدية.
وفي الوقت الذي ينخرط فيه العامل في متابعة هموم المواطنين على الأرض، تبدو المجالس المنتخبة غائبة عن أداء أدوارها التنموية، مكتفية بتقديم خدمات إدارية بسيطة لا تعكس أي رؤية مستقبلية للإقليم، فالمشاريع التنموية لا تختزل في منح رخص الكهرباء أو إصدار شهادات إدارية، بل تتطلب إرادة سياسية حقيقية واستراتيجيات مستدامة لتحسين ظروف العيش.
فزيارات العامل ليست مجرد جولات بروتوكولية، بل رسائل عملية مفادها أن التنمية لا تتحقق بالكلام، بل بالمبادرات الجادة والمشاريع الملموسة، وهو بذلك يحرج المنتخبين الذين لم يرقوا بعد إلى مستوى تطلعات الساكنة، فالتنمية الحقيقية تقتضي تجاوز البيروقراطية الجامدة والانخراط الفعلي في إنجاز مشاريع كبرى تنهض بالإقليم اقتصاديًا واجتماعيا.
فعلى المجالس المنتخبة أن تدرك أن العمل الإداري التقليدي لم يعد كافيًا، وأن المرحلة تتطلب ديناميكية جديدة تستجيب لحاجيات المواطنين الحقيقية. فهل تستوعب الرسالة قبل أن يفقد المواطنون ثقتهم الكاملة في جدوى تمثيلهم؟
20/03/2025