في ظل الأجواء السياسية المشحونة والجدل الدائر في الصحافة الإسبانية، خاصة في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، أكدت لجنة المسلمين في المدينتين أن المسلمين هناك يتمتعون بحرية تامة في أداء شعائر ذبح الخروف في عيد الأضحى المبارك.
وقد شدد وفد اللجنة الإسلامية في سبتة ولجنة مليلية الإسلامية على أن المسلمين في المدينتين لا يواجهون أي قيود فيما يخص تنفيذ مراسم ذبح الخروف، وهو أمر يعكس احترام حقوقهم الدينية في الأراضي المحتلة. وأوضح المتحدث باسم اللجنة في مليلية أن هذه الممارسة لا تمثل أي مشكلة في المدينة السليبة، على عكس باقي التراب المغربي الذي يعاني من نقص حاد في الخراف بسبب تداعيات الجفاف.
وفي ذات السياق، صرح فريد عبد الله عمار، رئيس اللجنة الإسلامية في مليلية، بأن ارتفاع أسعار الخراف قد وضع العديد من الأسر أمام تحديات اقتصادية صعبة لتنفيذ هذه العادة، لكن أكد أن هذا التقليد ليس فرضًا دينيًا. وأوضح أن المسلمين الذين يواجهون صعوبات مالية ليسوا ملزمين بذبح الخروف.
على صعيد آخر، وفي خطوة تدل على التفهم للظروف الصعبة التي يعيشها المواطن المغربي، أعلن الملك محمد السادس هذا العام عن استثناء المسلمين في المغرب من ذبح الخروف في عيد الأضحى، بسبب تأثيرات الجفاف ونقص الثروة الحيوانية. ومع ذلك، شدد الملك على أهمية أداء صلاة العيد والمساهمة في أعمال خيرية وتقديم الصدقات كبديل للتقليد.
وفي هذا الإطار، أكدت الجمعية الإسلامية في مليلية أن ذبح الخروف ليس واجبًا لأولئك الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليفه، مشيرة إلى أن الأهم في عيد الأضحى هو النية الطيبة والتضامن مع الفقراء، متوجهةً برسالة تؤكد على الجوهر الروحي لهذه المناسبة المباركة.
الاحتجاجات على منع الأغنام المغربية من العبور إلى مليلية: تداخل سياسي وتجاري
في عام 2017، أغلقت السلطات الإسبانية المعبر الحدودي بني نصار لمدة تفوق الأربع ساعات، وذلك على خلفية تنظيم وقفة احتجاجية قام بها المغاربة المقيمون في مدينة مليلية المحتلة. كانت الوقفة احتجاجًا على منع دخول 11 رأسًا من الأغنام المغربية إلى المدينة، وهو ما أثار غضب المواطنين ورفعوا مطالب بالسماح بدخول هذه الأغنام.
وقد طالب المحتجون، الذين نظموا الوقفة عند المعبر الحدودي بني نصار، بالسماح لعبور هذه الأغنام إلى مدينة مليلية، وهو ما قوبل برفض السلطات الإسبانية. وفي سياق الاحتجاج، قامت السلطات الإسبانية باعتقال شخصين من المشاركين في الوقفة، وذلك بعد اتهامهم بعرقلة عمليات إرجاع الأغنام المغربية إلى الأراضي المغربية.
هذه الحادثة لم تكن مجرد قضية تجارية بل عبرت عن تصاعد التوترات بين المغرب وإسبانيا في تلك الفترة، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الحدودية المتعلقة بالتجارة وتبادل السلع بين البلدين. ورغم أن القضية كانت تتعلق بعمليات عادية للتبادل التجاري، إلا أن توقيتها أثار حساسيات سياسية إضافية، مما جعلها تتصدر الاهتمامات الإعلامية في ذلك الوقت.
بذلك، تبقى المسائل المتعلقة بالحقوق الدينية والاقتصادية للمغاربة في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية محط اهتمام واحتجاجات مستمرة، ما يعكس تعقيد العلاقة بين المغرب وإسبانيا في العديد من الملفات السياسية والتجارية والدينية.
06/04/2025