كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، عن محاولات جادة قام بها الملياردير إيلون ماسك، رئيس شركة “تسلا” وأحد المستشارين المقربين من الإدارة الأمريكية، لإقناع الرئيس دونالد ترامب بإعادة النظر في قراره المتعلق بفرض رسوم جمركية شاملة على الواردات. وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة، وجه ماسك نداءات شخصية إلى ترامب في مطلع هذا الأسبوع، محذرًا من تداعيات هذه السياسة التي أثارت زلزالًا في الأسواق العالمية واستدعت موجة من الانتقادات من كبار قادة الأعمال. ورغم هذه الجهود، يبدو أن ماسك اصطدم بجدار صلب، إذ لم يتراجع ترامب عن موقفه بل مضى قدمًا في خططه الاقتصادية الجريئة.
وفي تطور لافت، كشفت الصحيفة أن ترامب لم يكتفِ بتجاهل مناشدات ماسك، بل رفع سقف تحديه بإعلان نيته فرض رسوم إضافية تصل إلى 50% على الواردات الصينية، لتُضاف إلى الـ34% التي كان قد أقرها في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وفي تعليق رسمي، أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الرئيس يعتمد على فريق متميز من المستشارين يقدمون رؤى متنوعة، لكن القرار النهائي يبقى بيده وحده. وأضافت ليفيت بثقة: “عندما يتخذ ترامب قرارًا، يصطف الجميع خلفه لتنفيذه”، في إشارة إلى تصميم الرئيس على المضي في هذا النهج رغم الجدل المتصاعد الذي أثارته سياساته التجارية.
على صعيد آخر، لم يكتفِ إيلون ماسك بالضغط المباشر، بل لجأ إلى منصة “إكس” لتوجيه انتقادات لاذعة للمستشار الاقتصادي لترامب، بيتر نافارو، حيث أعاد نشر مقطع فيديو للخبير الاقتصادي الراحل ميلتون فريدمان يدافع فيه عن التجارة الحرة كمحرك للازدهار. وفي سياق متصل، انضم كيمبال ماسك، شقيق إيلون، إلى جوقة المنتقدين، واصفًا الرسوم الجمركية عبر المنصة ذاتها بأنها “ضريبة دائمة” تثقل كاهل المستهلكين الأمريكيين. وبينما يتصاعد الخلاف بين أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد الاقتصادي الأمريكي، تظل الأسئلة معلقة: هل ستنجح هذه الضغوط في تغيير مسار ترامب، أم أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من الحروب التجارية؟
08/04/2025