kawalisrif@hotmail.com

شبكة تزوير زيوت المحركات تنشط بضواحي البيضاء: تحقيقات تكشف مستودعات سرية وتهديدات للسلامة

شبكة تزوير زيوت المحركات تنشط بضواحي البيضاء: تحقيقات تكشف مستودعات سرية وتهديدات للسلامة

كشفت مصادر مطلعة لكواليس الريف أن عناصر الفرقة الوطنية للجمارك، بتنسيق مكثف مع مصالح الدرك الملكي، دخلت في سباق مع الزمن لرصد شبكة متورطة في تزوير زيوت المحركات بضواحي الدار البيضاء، خاصة بمناطق الهراويين وبوسكورة وسيدي حجاج. وأوضحت المصادر أن التحقيقات الجارية انطلقت عقب معطيات دقيقة جمعتها خلية اليقظة وتحليل المخاطر بالجهاز الجمركي، والتي أظهرت تفاقماً في تداول زيوت مغشوشة في السوق، نتيجة لجوء شركات بناء وأشغال عمومية إلى شراء هذه المنتجات ذات الكلفة المنخفضة مقارنة بالزيوت الأصلية، وهو ما أثار موجة شكايات من موزعين محليين ودوليين.

وأبرزت التحريات أن وحدات التصنيع غير القانونية تستعين بمنقبين وسماسرة لجمع زيوت محركات مستعملة تُستخلص من عمليات الصيانة الدورية للمركبات والآليات الثقيلة، حيث يتم اقتناؤها بأسعار زهيدة قد لا تتجاوز 30 درهماً للبرميل. وتشكل محطات الوقود المصدر الأساسي لتجميع هذه الزيوت، تليها الورشات التقليدية. وقد سجل المحققون خطورة هذا النشاط بعد تزايد أسعار الزيوت المستعملة مؤخراً، بالتزامن مع دخول شركات متخصصة في إعادة تدوير النفايات الصناعية على خط المنافسة، ما يشكل تهديداً مباشراً لسلامة مستعملي المركبات التي تُحقن بزيوت مزورة وغير خاضعة لأي مراقبة تقنية.

كما وثّقت التحقيقات تورط أصحاب وحدات التزوير في عمليات انتحال علامات تجارية عالمية، حيث يتم طبع ملصقات مزيفة بدقة عالية، مزودة برموز تعريفية “باركود” مزورة تحيل، عند فحصها، على منتجات لا علاقة لها بزيوت المحركات. وبيّنت المعطيات الميدانية أن الشبكة تستعين بفواتير وهمية تعود لسنوات سابقة، وتستغلها لتضليل السلطات حول مصدر الزيوت، عبر تقديمها على أنها نفايات صناعية موجهة لإعادة التدوير، رغم عدم توفر تلك الوحدات على أي ترخيص قانوني. كما أظهرت التحقيقات لجوء المزورين إلى معالجة الزيوت بتركيبات كيميائية معقدة في ظروف تفتقر لأدنى معايير السلامة، مستعينين بيد عاملة شبابية، بينهم قاصرون، مما يزيد من تعقيد الملف ويعجل بإجراءات قانونية صارمة في حق المتورطين.

08/04/2025

Related Posts