فضيحة مستودعات النواصر .. وثائق حساسة في أماكن عشوائية

كشفت حملة هدم واسعة شنتها سلطات إقليم النواصر نواحي الدار البيضاء عن واقع صادم يتمثل في اكتشاف مستندات وأرشيف بنكي وتجاري حساس داخل مستودعات عشوائية أقيمت بمنطقة “الحفاية” الصناعية في المكانسة الجنوبية التابعة لجماعة بوسكورة. الوثائق تعود لشركات وطنية ودولية ومؤسسات استراتيجية، ما يسلط الضوء على استهتار خطير بمعايير الأمان وحماية المعطيات الحساسة.

ووفق مصادر هسبريس، جاءت هذه العملية استجابة لتعليمات عامل إقليم النواصر، جلال بنحيون، ضمن خطة صارمة لمحاربة البناء العشوائي والاستغلال غير القانوني للأراضي الصناعية. وقد وُصفت العملية بأنها ضربة قوية لشبكات نافذة تستغل هذه الفضاءات في ظل غياب تام للمراقبة القانونية.

اللافت في القضية هو أن المستودعات كانت تُستغل لتخزين أرشيف حساس دون أي احتياطات أمنية أو إجراءات تحفظ سلامته من التلف أو الحريق. ما يطرح تساؤلات حول المسؤولية، خصوصاً أن بعض المستودعات تعود ملكيتها إلى منتخبين وشخصيات معروفة، ما يفتح الباب أمام شبهات التواطؤ والفساد.

السلطات المحلية أكدت أن الحملة لن تتوقف، وستطال كل البؤر العشوائية في الإقليم، في وقت هرع فيه بعض أصحاب المستودعات إلى تفكيكها بشكل استباقي قبل وصول الجرافات.

فعاليات مدنية طالبت بفتح تحقيق عاجل ومعمّق في هذه القضية، التي تكشف ليس فقط عن اختلالات في مراقبة النشاط الصناعي، بل أيضاً عن شبكات نفوذ تستغل الفوضى لتحقيق أرباح طائلة، في ظل صمت أو تواطؤ محتمل من جهات منتخبة وسلطات محلية متعاقبة.

هل ترى أن هناك حاجة لإصلاح شامل لنظام مراقبة التخزين وأمن المعلومات في المغرب؟