انطلقت أولى شحنات جني فاكهة البطيخ الأحمر، المعروف محليًا بـ”الدلاح”، من ضيعات “لمغادر” الواقعة بمنطقة الفايجة بإقليم زاكورة، معلنة عن بداية موسم هذه الفاكهة الصيفية التي تحظى بإقبال كبير خلال فصلي الربيع والصيف، لما تتميز به من مذاق لذيذ وفوائد صحية متعددة.
وتُعد منطقة زاكورة من بين أبرز المناطق المنتجة للبطيخ الأحمر على الصعيد الوطني، بفضل المناخ الملائم وجودة التربة، ما يمنح المنتوج قيمة مضافة من حيث الجودة والقدرة التنافسية في الأسواق المحلية والدولية.
ويُمثل انطلاق موسم الجني محطة مهمة للفلاحين والعمال الزراعيين بالمنطقة، لما له من أثر إيجابي على الدينامية الاقتصادية المحلية، خاصة في ظل الطلب المتزايد على “الدلاح” المغربي.
غير أن هذا الموسم يأتي في ظل تحديات بيئية متزايدة، في مقدمتها إشكالية الإجهاد المائي الذي تعاني منه عدد من المناطق الفلاحية، ومن بينها زاكورة. فقد أثارت زراعة البطيخ الأحمر، المعروفة باستهلاكها الكبير للمياه، جدلاً واسعًا بين الداعين إلى ترشيد الموارد المائية وبين من يعتبرونها ركيزة اقتصادية مهمة للمنطقة.
وفي هذا السياق، تتزايد الدعوات إلى ضرورة اعتماد زراعات أقل استنزافًا للمياه، وتشجيع أساليب ري حديثة ومستدامة كالتنقيط، لضمان التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية الحيوية، وفي مقدمتها الماء.
