kawalisrif@hotmail.com

سفينة عسكرية مخابراتية إسبانية سرية تغزو سواحل الناظور والحسيمة

سفينة عسكرية مخابراتية إسبانية سرية تغزو سواحل الناظور والحسيمة

في عرض البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا قبالة سواحل المغرب الشمالية، تبحر سفينة إسبانية تُدعى “مار كاريبي” في مهمات تُصوَّر بأنها لوجستيكية إنسانية، لكنها في الحقيقة لا تخلو من دلالات سياسية واستراتيجية تمس سيادة المملكة المغربية. فهذه السفينة التي تُقدَّم في الإعلام الإسباني كرمز للانضباط والولاء، ليست سوى إحدى أدوات تكريس الاحتلال الإسباني لثغور مغربية مثل جزر تشافريناس، وبادس، وصخرة النكور، ناهيك عن استمرار الوجود العسكري في سبتة ومليلية.

تم تحويل “مار كاريبي”، التي بدأت حياتها كسفينة مدنية، إلى قطعة عسكرية ضمن أسطول الدعم اللوجستي الإسباني منذ أواخر الثمانينيات. ورغم بساطتها التقنية وعدم حملها للسلاح، إلا أنها تؤدي دورًا استراتيجيًا في ضمان إمداد الثغور المحتلة بكل ما يلزم لبقاء الجنود الإسبان فيها، ما يساهم عمليًا في ترسيخ وضع غير شرعي من منظور القانون الدولي وموقف المغرب التاريخي والسيادي.

تفتخر البحرية الإسبانية بأن “مار كاريبي” تنقل المياه والمؤن والوقود إلى مواقع “سيادية”، لكن الواقع أن تلك المياه تُسقى بها أراضٍ مغربية محتلة، في تحدٍ سافر للحقائق التاريخية والجغرافية. وفي كل رحلة من مليلية المحتلة أو قادش، توجَّه هذه السفينة رسائل سياسية مموّهة: “نحن هنا، وسنظل”، دون أدنى اعتبار لمطالب المغرب المشروعة بتحرير أراضيه.

تُصوَّر الحياة على متن “مار كاريبي” كأنها مثال للتضحية والانضباط، فيما الحقيقة أن الأمر يتعلق بدعم آلة احتلال ناعمة تستغل الجوانب اللوجستيكية لضمان وجود عسكري دائم. لا مجال هنا للرومانسية البحرية، بل لقراءة عقلانية تدرك أن استمرار هذه المهمات البحرية يندرج ضمن استراتيجية أوسع لفرض الأمر الواقع.

إن استمرار نشاط “مار كاريبي” لا يجب أن يُقرأ فقط كتفصيل عسكري عابر، بل كجزء من معركة رمزية مستمرة بين المغرب ودولة لا تزال تُصر على التمسك بمواقع استعمارية في القرن الواحد والعشرين. وهي دعوة للضمير الوطني والدولي لإعادة فتح هذا الملف المنسي في ردهات الدبلوماسية ومؤسسات حقوق الإنسان.

ورغم التقادم الزمني للسفينة ووعود استبدالها، يبقى السؤال الجوهري مطروحًا: إلى متى ستظل إسبانيا تفرض وجودًا عسكريًا في أراضٍ مغربية تحت غطاء لوجستي؟ وأين هو صوت المنتظم الدولي في الدفاع عن سيادة الدول ووحدة أراضيها؟ لقد آن الأوان لإعادة فتح هذا الملف على كافة المستويات، فكل برميل ماء تنقله “مار كاريبي” هو تذكير مؤلم بمياه السيادة الوطنية التي لم تُسترجع بعد.

09/04/2025

Related Posts