تعيش مئات الأسر موزعة على أحياء السمارة، سي لخضر، وأحياء أخرى بمدينة وجدة، وضعًا غريبا ، بسبب غياب الماء والكهرباء، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على بنائها، ورغم أنها باتت اليوم في قلب المدينة.
هذه المساكن شُيدت في إطار تجزئات سرية آنذاك، في ظل تواطؤ من بعض المنتخبين والمسؤولين، حسب تصريحات الساكنة. واليوم، لا تزال تبعات هذا التواطؤ تطارد هؤلاء السكان، الذين يجدون أنفسهم محرومين من أبسط شروط العيش الكريم.
ورغم المحاولات المتكررة من طرف السكان لاستخراج شواهد إدارية تمكّنهم من ربط منازلهم بشبكتي الماء والكهرباء، إلا أن طلباتهم تُقابل بالرفض تحت مبرر “عدم تحفيظ العقار”. وهي عملية، بحسب شهادات السكان، تتطلب مبالغ مالية كبيرة يعجزون عن توفيرها.
ويطرح السكان تساؤلات حارقة: كيف يعقل، وفي ظل الحديث عن التنمية والعدالة المجالية، أن توجد أحياء في القرن الـ21 بلا ماء ولا كهرباء؟ وهل تتحول هذه الأحياء إلى مجرد “خزان انتخابي” يُستغل كل بضع سنوات ثم يُعاد إهمالها؟
عائلات بأكملها، وأطفال يتابعون دراستهم على ضوء الشموع، وأمهات يستخدمن وسائل بدائية لجلب الماء… مشهد أقرب إلى العصور الوسطى، في وقت تتحدث فيه الحكومة عن الرقمنة والازدهار.
السكان يناشدون والي جهة الشرق التدخل العاجل لإيجاد حل جذري وإنساني، ينصف هذه الأحياء ويضع حدًا لمعاناتهم الطويلة، بتمكينهم من شروط الحياة الكريمة، أسوة بباقي المواطنين.
10/04/2025