يستعد حزب العدالة والتنمية المغربي لعقد مؤتمره الوطني التاسع في نهاية أبريل الجاري وسط ظروف تنظيمية دقيقة وتحديات داخلية وخارجية متزايدة، ستُميّزها غيابات لافتة لعدد من الأسماء القيادية التي شكلت طيلة سنوات أعمدة للحزب الإسلامي. المؤتمر المرتقب، الذي سينعقد أيام 26 و27 و28 أبريل، يمثل لحظة مفصلية في مسار التنظيم السياسي، في ظل الترقب الكبير للخطوات المقبلة التي قد تعيد رسم ملامح الحزب بعد سنوات من التراجع الانتخابي والانقسامات الداخلية.
ووفق معطيات مؤكدة، فإن ثلاثة وزراء سابقين استقالوا من الحزب لن يشاركوا في المؤتمر، وهم المصطفى الرميد، وعبد القادر اعمارة، وعزيز رباح، الذين تربطهم خلافات واضحة مع القيادة الحالية، خاصة مع الأمين العام عبد الإله بنكيران. كما يُتوقع غياب كل من محمد نجيب بوليف وبسيمة الحقاوي، رغم أنهما لم يعلنا مغادرتهما الرسمية للحزب، لكنهما ابتعدا عن حضوره المؤسساتي منذ مدة طويلة، ما يكرّس صورة التباعد داخل صفوف التنظيم.
ورغم هذه التحديات والغيابات الثقيلة، تؤكد مصادر من داخل الحزب أن التحضيرات تسير بوتيرة جيدة وتحظى بإشادة واسعة من القيادات والمسؤولين، ما يعكس حرصاً على إنجاح المحطة التنظيمية الهامة. ويرى متتبعون أن المؤتمر يشكل فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي، وتحديد موقع الحزب في المشهد السياسي المغربي في ظل المتغيرات الراهنة.
11/04/2025
