يبدو أن إقليم الدريوش قد كُتب عليه أن يعيش في زمن التنمية المقلوبة، حيث تُقاس الإنجازات بعدد الكيلومترات المرقعة، وتُمنح الأوسمة البرلمانية مقابل زرع “قنطرة” وسط خلاء، أو تزفيت تفرعة ترابية تُغرقها أول قطرة مطر !
تعيش ساكنة الإقليم فعلاً زمناً سياسياً مضحكاً … ومُبكياً في ذات الوقت ، عندما يتسابق ممثلو الإقليم السبعة المحترمون جداً في غرفتي البرلمان – وهم : منعم الفتاحي، وعبد الله البوكيلي، ويونس أشن، والشيخ بوجمعة أشن، ومحمد مكنيف، والدبدوب المغرور بنفسه عزيز مكنيف ، رغم عضوية المحلية في جماعة الناظور، وكذلك المسن عبد الله أشن – على تقديم “حصيلة عملهم” في شكل صور من جلسات اللجان، أو تدوينات مكرورة عن “تحقيق الحُلم” بزفت مهترئ في دوار لا يصل إليه حتى الضوء !
هل إصلاح مسلك ترابي أو ردم حفرة هنا وهناك هو سقف طموحكم السياسي؟ ألهذا السبب اختاركم الناس تحت تأثير معين ، وصوّتوا لصالحكم مقابل …؟ ليُفاجَؤوا بكم تُرافعون في قبة البرلمان وكأنكم أعضاء في لجنة “ترقيع الأحياء الهامشية”، لا ممثلو إقليم يزخر بمؤهلات طبيعية، شاطئية، فلاحية وسياحية قادرة على أن تُغير وجه الجهة كلها !
بينما الأقاليم المجاورة تتفاخر بمشاريعها الجامعية، والمركبات الصحية، والمناطق الصناعية، يظل الدريوش أسيراً لمنطق “المنجزات الورقية”، تلك التي لا تتجاوز أوراق الأسئلة الشفوية والتقارير الفارغة التي لا تقنع حتى أصحابها!
-أين البنيات التحتية
-أين الكلية؟
-أين طريق ساحلي بمعايير حقيقية؟
-أين المشاريع التي تخلق مناصب الشغل وتفتح آفاق الأمل أمام آلاف الشباب؟
-أين المنطقة الصناعية الموعودة ؟
-أين الترافع عن التشغيل ؟
أين أنتم من كل هذا ؟!
الحقيقة أن الإقليم يعيش فضيحة سياسية صامتة، يتحمل وزرها أولئك الذين اختاروا أن يكونوا مجرد صور تُزيّن الجدران في الانتخابات، ثم يختفون خلف شعارات “العمل في صمت”، وكأن الصمت يُبني به مستشفى، أو يُعبد به طريق!
نعم، الساكنة تحاسبكم، وستواصل المحاسبة. لأنها لا تحتاج لمن يلتقط الصور، بل من يلتقط المشاريع. لا تحتاج من يُنقّح خطابه، بل من يُنقّذ إقليمه. لا تريد ممثلاً يكتب لها تغريدة، بل من يكتب اسم الدريوش في لائحة المدن المستفيدة فعلاً من ثروة الوطن.
الدريوش لا يريد صدقات سياسية، بل عدالة مجالية ، لا يريد ترقيعاً، بل ثورة تنموية ، لا يريد “سياسيي الصدفة”، بل مناضلين حقيقيين يعرفون أن الكرامة لا تُرمم بالإسفلت، بل تُبنى بالإرادة والوضوح والموقف.
فإلى متى ستستمرون في هذه المسرحية الرديئة؟ ومتى تدركون أن الساكنة استيقظت، وتعرف جيداً من يُدافع فعلاً… ومن يبيع الوهم في قبة البرلمان؟
مهتم من الدريوش المنسي :
11/04/2025