kawalisrif@hotmail.com

الناظور  … عدد كبير من التلاميذ “يكتشفون ذواتهم” داخل المؤسسة … أستاذ الفلسفة قرر أخذ “عطلة تأملية”

الناظور … عدد كبير من التلاميذ “يكتشفون ذواتهم” داخل المؤسسة … أستاذ الفلسفة قرر أخذ “عطلة تأملية”

يبدو أن ثانوية ابن الهيثم بالعروي قررت أن تتحوّل إلى ساحة تأمل فلسفي مفتوحة، بعد أن اختفى أستاذ مادة الفلسفة لأكثر من فترة ، تاركاً خلفه أكثر من تلاميذ في جولة “استكشافية” داخل أسوار المؤسسة. ولا حاجة للاستغراب، فالمشهد عادي جداً في قاموس وزارة التعليم .

التلاميذ، وخاصة المقبلين على البكالوريا، استغلوا الوضع على طريقتهم … منهم من يراجع دروسه في “الهواء الطلق”، ومنهم من يعيد اكتشاف “جماليات” الجدران، فيما آخرون يكتفون بالتأمل في الفراغ، علّهم يصلون لفهم أعمق لمعنى “اللامبالاة الإدارية”.

أما المؤسسة، فتكتفي بحارس عام واحد – نعم، واحد فقط – لمحاولة السيطرة على هذا العدد المهول من التلاميذ المتروكين لمصيرهم. ويبدو أن شعار المرحلة هو: “تسيير الأمور بروح المغامرة”.

بعض الأساتذة والإداريين لم يُخفوا إحساسهم بأن هذه المؤسسة بالذات نالت نصيبها الوافر من التجاهل المقصود، وربما لأنّها لم تدخل بعد نادي “المحاباة الحزبية”، فكان العقاب صمتاً مريباً من الوزارة، لا بل وتعاملاً بارداً يُغني عن ألف توضيح.

الغريب في كل هذا؟ لا بلاغ رسمي، لا تعويض للحصص، لا خُطة بديلة. وكأننا أمام مسلسل درامي عنوانه: “عندما يغيب الأستاذ… تختفي المسؤولية”. أما أولياء الأمور، فهم يصرخون مطالبين بتدخل عاجل، لكن الصدى الوحيد الذي يتلقونه هو الفراغ.

ويبقى السؤال الفلسفي الأعمق – وهو بالمناسبة مناسب تماماً لمادة الفلسفة الغائبة: هل من المنطقي أن يُترك مستقبل التلاميذ للضياع تحت أنظار المسؤولين؟ أم أن في الأمر “درساً عملياً” في عبثية النظام ؟.

11/04/2025

Related Posts