أعربت جمعيتا Mec de la Rue (MdLR) وGeum Dodou عن قلقهما العميق إزاء الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه 43 طالب لجوء في مليلية المحتلة، بعد أن قامت الشرطة الوطنية بتعليق مقابلاتهم مع مكتب اللجوء دون سابق إشعار. ينتمي معظم هؤلاء المتقدمين إلى دولة مالي وعدة دول من أمريكا اللاتينية. حيث يقيم 38 شخصًا منهم في مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI) بمليلية المحتلة، فيما يواجه خمسة آخرون أوضاعًا مأساوية، إذ يضطرون للنوم في الشوارع بعد أن رفض المركز استقبالهم.
في 11 أبريل 2025، كشف مهاجران من الخمسة المشردين — ديادي وماميدي — لوكالة “إيفي” عن وثائق تثبت مواعيد مقابلاتهم التي كانت مقررة في ذات الأسبوع، إلى جانب رسائل تذكير من الشرطة. وفي تعليقها على الوضع، قالت مايتي إتشارت، رئيسة جمعية MdLR: “الأزمة بدأت في الرابع من أبريل، وهو ما يعني فعليًا حرمان هؤلاء المهاجرين من حقهم القانوني في اللجوء. إذ يتوجهون إلى مواعيدهم المقررة ليواجهوا رفض الشرطة دون توضيح أو بدائل، ما يضعهم في مأزق قانوني خطير”.
تزداد المعاناة بالنسبة لخمسة مهاجرين مشردين (اثنان من مالي وثلاثة من أمريكا اللاتينية)، قدموا من البر الإسباني إلى مليلية المحتلة بعد تقديمهم طلبات لجوء عبر النظام الإلكتروني. ومع ذلك، أُلغيت مقابلاتهم رغم تلقيهم تذكيرات رسمية. وقد رفعت الجمعيتان شكاوى إلى ديوان المظالم، مؤكدتين أن ما يحدث يمثل انتهاكًا واضحًا لحقوق اللجوء، وطالبتا بإجراء المقابلات فورًا، وتوفير المأوى للمهاجرين المشردين داخل مركز CETI، مع توضيح أسباب تعليق الإجراءات. وقال فرناندو مورينو، ممثل جمعية Geum Dodou: “هؤلاء الأشخاص أصبحوا في وضع هشٍّ للغاية؛ فالمقابلة تمثل بوابتهم الأساسية نحو الأمان القانوني، وغياب البدائل يزيد من معاناتهم”.
أفاد بعض المهاجرين بأنهم ينتظرون مقابلاتهم منذ ديسمبر الماضي، ولا يمكن القبول بإلغاء مواعيدهم فجأة دون أي تفسير. وأشارت مصادر من وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن معالجة طلبات اللجوء مستمرة في مليلية المحتلة، لكنها تقتصر حاليًا على من دخلوا المدينة بطريقة “غير نظامية”.
قال ديادي وماميدي: “لم نتلقَ أي تحذير قبل مغادرتنا ألميريا إلى مليلية المحتلة. حاولنا أن نحصل على مواعيد جديدة لكن الشرطة طردتنا. ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش في الشارع، بلا مال ولا طعام ولا مكان للاستحمام”. وأضاف ديادي: “صرفنا آخر ما نملك من مال في الطريق، ولم يتبقَّ لنا شيء. لا نعرف إلى أين نذهب، ونطالب بحل عاجل لوضعنا”.
يضم مركز الإقامة المؤقتة حاليًا 800 مهاجر، يشكل القادمون من أمريكا اللاتينية 60% منهم، يتصدرهم الكولومبيون ثم الفنزويليون، مع وجود محدود للبيروفيين والباراغوايانيين. أما القادمون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، فقد تناقص عددهم بشكل ملحوظ منذ مأساة 24 يوليو قبل ثلاث سنوات، إثر توقف محاولات اقتحام السياج الحدودي.
سبق أن أعلن وزير الداخلية فرناندو غراندي-مارلاسكا عن اعتماد نظام إلكتروني لحجز مواعيد اللجوء بمليلية المحتلة، بالتنسيق مع الشرطة الوطنية ومكتب اللجوء (OAR). وهو نظام معمول به في مدريد وبرشلونة وتينيريفي، لكنه لا يخلو هو الآخر من شكاوى وتعقيدات.
12/04/2025