في حادثة مأساوية هزت الرأي العام والضمير الإنساني، توفي رضيع في بلدة روكيتاس دي مار بمقاطعة ألميريا الإسبانية، إثر تعرضه لنزيف حاد بعد خضوعه لعملية ختان أُجريت في منزله دون توفر الشروط الطبية الضرورية.
وأفادت مصادر من الحرس المدني أن والدي الطفل، وهما من الجنسية المالية، قاما بنقله في حالة حرجة إلى مركز صحي محلي، حيث حاول الطاقم الطبي إنقاذه، إلا أن النزيف الحاد كان قد أودى بحياته ، بسبب بتر رأس قضيبه … وعلى إثر الحادث، تم تفعيل البروتوكول الصحي الخاص بحالات الاشتباه في تعرض الأطفال للاعتداء، لتباشر قوات الحرس المدني تحقيقاتها، التي أسفرت عن اعتقال الوالدين، إضافة إلى الشخص المشتبه في تنفيذه العملية بطلب من الوالدين.
وبحسب ما نقلته صحيفة Diario de Almería، فإن العملية نُفذت مساء الأحد داخل منزل العائلة بطريقة بدائية وخطرة، بعيدًا عن الرقابة الطبية والقانونية، مما تسبب في نزيف حاد أودى بحياة الرضيع. وقد قامت السلطات بتفتيش المنزل، فيما نُقلت جثة الطفل إلى معهد الطب الشرعي لإجراء التشريح، الذي سيحدد بشكل دقيق أسباب الوفاة.
ومن المقرر أن يُعرض الأشخاص الثلاثة الموقوفون على المحكمة الابتدائية والتحقيقية رقم 6 بروكيتاس دي مار، المشرفة على متابعة التحقيقات في هذه القضية المؤلمة.
وفي تطوّر لافت يعكس خطورة الظاهرة، أصدرت الجماعة الإسلامية “مسجد إشبيليا” بيانًا عبّرت فيه عن حزنها واندهاشها من الواقعة، محمّلة المسؤولية الكاملة للوالدين وللشخص الذي أجرى هذه العملية غير القانونية. لكنها لم تكتف بذلك، إذ وجهت اتهامًا صريحًا إلى المفوضية الإسلامية في إسبانيا، متهمة إياها بالتقاعس عن تنظيم هذه الممارسة، التي يُوصى بها دينيًا لأغراض صحية، لكن ضمن شروط طبية رسمية تحمي الأطفال من مخاطر مماثلة.
وكشف البيان أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق للجماعة أن وجهت تحذيرات وبلاغات متكررة للمفوضية والسلطات الأمنية والصحية حول استفحال ظاهرة الختان السري في ظل غياب تنظيم قانوني واضح. كما اتهم البيان بعض المنابر الدينية، الخاضعة للمفوضية، بالترويج غير المسؤول لهذا النوع من العمليات دون ضمان مسارات طبية آمنة، الأمر الذي سمح بظهور ما وصفته بـ”خبراء” مجهولين يتنقلون بين المساجد مقابل مبالغ مالية، لتنفيذ هذه العمليات الخطيرة خارج إطار القانون.
وفي ختام البيان، دعت الجماعة إلى محاسبة جميع المتورطين في هذه المأساة الإنسانية، مطالبة المفوضية بتحمّل مسؤولياتها القانونية والدينية، والعمل العاجل على وضع بروتوكول صحي رسمي وواضح ينظم عمليات الختان، بما يتماشى مع القيم الإسلامية والإنسانية، ويكفل حماية أرواح الأطفال وكرامتهم.
