تشهد قضية الصحراء المغربية تحولات جيوسياسية هامة، حيث يلوح في الأفق توجه أمريكي نحو تصنيف جبهة “البوليساريو” كتنظيم إرهابي، بناءً على ارتباطاتها بالجماعات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء. هذا التصنيف المحتمل يهدف إلى تعزيز الاستقرار الأمني في الإقليم ويعد جزءًا من تنسيق ثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية، المغرب، وفرنسا في الأمم المتحدة. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس يتزامن مع تحول عالمي نحو تعزيز التعاون الأمني الإقليمي وفتح آفاق جديدة للضغط على الجزائر للانخراط في مسار التسوية السياسية.
وفي هذا السياق، أكد محمد عصام لعروسي، الخبير الأمني والعلاقات الدولية، أن تصنيف “البوليساريو” كمنظمة إرهابية يشكل خطوة استراتيجية ذكية للمغرب، حيث سيعزز موقعه التفاوضي على الساحة الدولية. وقال لعروسي إن إدراج الجبهة في لوائح الإرهاب سيسقط عنها صفة “الفاعل السياسي” ويعجل بحسم ملف الصحراء، بما يتيح للمغرب حشد الدعم الدولي خاصة من الشركاء الرئيسيين مثل الولايات المتحدة.
وأشار لعروسي إلى أن التصنيف قد يساهم في تسريع الحل السياسي لقضية الصحراء، خصوصًا أن الولايات المتحدة تمتلك الأدوات القانونية لتصنيف الجبهة إرهابيًا، مما يمكن أن يقوي من موقف المغرب في ملف الحكم الذاتي. وأضاف أن هذه الخطوة ستقطع الطريق أمام أي محاولات لإضفاء الشرعية على “البوليساريو” في مسارات الحل السياسي، كما ستحسم النزاع بشكل نهائي وفقًا للتوجهات الدولية.
15/04/2025
