في مشهد غير مسبوق، فجّرت محامية كتالونية مفاجأة من العيار الثقيل بعدما كشفت عن 56 رقماً أعلن عنها كأرقام فائزة في سحب يانصيب عيد الميلاد الإسباني 2021، لكنها لم تكن سوى سراب!
حكم قضائي صدر عن محكمة مدريد اعترف بوجود تقصير خطير من مؤسسة “اليانصيب والمراهنات الإسبانية”، لتتحوّل القضية إلى سابقة قضائية تهز الثقة في أكثر سحب ينتظره الإسبان كل عام.
المحامية أولغا ماخورال بوستوس، التي قادت معركة المتضررين، أكدت أن هذه الأرقام — التي كان من المفترض أن تضمن لأصحابها 100 يورو للتذكرة الواحدة — تبخرت فجأة من القوائم الرسمية. وعلى الرغم من أن الرقم يمثل 3.1% من إجمالي الجوائز الفرعية (1794 جائزة)، إلا أنه رقم خطير لا يمكن تجاهله في سحب يتجاوز حجم أمواله ملايين اليوروهات.
ماخورال لم تستسلم لرفض الشكوى الإدارية وقررت رفع القضية إلى المحكمة. وهنا جاء الحكم ليعترف بأخطاء جسيمة ارتكبها مشرفو السحب الذين لم يتحملوا مسؤولياتهم في تصحيح الأخطاء علنًا وفورًا، خاصة مع إدراك الجميع أن الأطفال المشاركين قد يخطئون في تلاوة الأرقام.
ورغم أن الحكم لم يمنح الحق في تعويضات، إلا أن المحامية اعتبرته خطوة قانونية غير مسبوقة وضربة موجعة للمسؤولين، حيث كشف عن هشاشة المنظومة في مسابقة تتعلق بمصير أموال هائلة.
ولأن سحب يانصيب عيد الميلاد يحظى بشعبية جارفة لا تتوقف عند حدود إسبانيا، فإن العديد من المغاربة خاصة في مدن الشمال كطنجة وتطوان والناظور يشاركون سنوياً في هذه المغامرة، عبر اقتناء التذاكر من سبتة ومليلية المحتلتين أو من خلال معارفهم داخل التراب الإسباني، أملاً في ضربة حظ قد تغيّر مجرى حياتهم.
هذه الفضيحة فتحت أعين الكثير من المغاربة المشاركين على مخاطر عدم وجود ضمانات حقيقية في توزيع الجوائز، بعدما أصبح واضحاً أن الأخطاء واردة وأن المراقبة ليست كما يُروَّج لها.
وتقول ماخورال: “هذا ليس مجرد يانصيب شعبي… إنه سحب يوزع ملايين اليوروهات على الناس، ويجب أن تحكمه ضمانات حقيقية… وهو ما لا يحدث الآن!”
فهل سيكون هذا الحكم بمثابة بداية لتغيير جذري في نظام أشهر يانصيب إسباني؟ العيون متجهة الآن إلى سحب هذا العام… فهل يتكرر الخطأ؟
15/04/2025