يُعد السيد العربي سلامة، القنصل الفخري للمملكة المغربية بالجهة الشرقية، من الأسماء البارزة التي جسّدت قيم المواطنة الصادقة والعمل المسؤول، حيث عُرف بمسيرته المهنية الراقية وخصاله الحميدة، التي كرّسها طيلة حياته في خدمة الوطن والمواطن. وقد شكلت مسيرته امتدادًا لعطاء عائلي أصيل، وضع لبناته الراحل مصطفى سلامة، الذي كان هو الآخر عنوانًا للتفاني في خدمة الصالح العام والعمل الإنساني.
ويترأس العربي سلامة مؤسسة سلامة للتنمية المستدامة والأعمال الخيرية، التي تواصل جهودها النوعية في تقديم مساعدات طبية وتجهيزات متعددة تُوزع بالمجان، دعمًا للفئات الهشة والمعوزة، في مبادرة إنسانية تعكس روح التضامن الاجتماعي.
كما يُعد السيد سلامة، إلى جانب شقيقه عبد القادر، فاعلاً اقتصادياً من خلال مجموعة سلامة الاستثمارية العائلية، التي تضم عدّة مشاريع اقتصادية واجتماعية ذات طابع مواطناتي. ومن بين أبرز هذه المبادرات، شركة “زكامين” لتنقية القمرون، التي تُعد نموذجًا فريدًا في توفير بدائل مهنية كريمة لفائدة النساء المتضررات من توقف نشاط التهريب المعيشي بعد إغلاق الحدود. فقد أصبحت هذه المؤسسة ملاذًا حقيقيًا لعدد كبير من النساء، حيث وفرت لهن بيئة عمل قانونية وآمنة، وأسهمت في إدماجهن المهني والاجتماعي في إطار يتماشى مع معايير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وعلى مستوى العمل الدبلوماسي، تُعد القنصلية الفخرية بالناظور تحت إشرافه، نموذجًا وطنيًا يُحتذى به من حيث جودة الخدمات الإدارية المقدمة لمغاربة العالم. فعلى مدار عقد ونصف، يُشهد لها بمقرها العصري وتجهيزاتها المتطورة، التي تستجيب لانتظارات أفراد الجالية المغربية بالخارج، وتواكب تطلعاتهم في إطار من الجودة والاحترام.
وفي هذا السياق، عبّر سعادة السفير الهولندي بالمغرب، خلال زيارته الأخيرة، عن إشادته بالجهود الحثيثة التي يبذلها القنصل الفخري العربي سلامة، مثمنًا سمعته الطيبة وتاريخه المهني المشرّف، ودوره البارز في توثيق وتعزيز علاقات التعاون بين المغرب وهولندا، سواء على المستويات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية. كما نوه بدوره في رعاية شؤون الجالية المغربية المقيمة بهولندا، وكذلك العابرين والمقيمين من المواطنين الهولنديين بشمال وشرق المملكة.
من جهتها، أكدت وزارة الشؤون الخارجية الأهمية البالغة للدور الذي تضطلع به القنصليات الفخرية، مشيرة إلى دعمها المتواصل لهذه التمثيليات لما لها من أثر إيجابي في تعزيز الدبلوماسية الموازية وخدمة قضايا الوطن والمواطنين.
ويظل اسم العربي سلامة عنوانًا للمواطنة الصادقة، والالتزام الإنساني والدبلوماسي، وصورة مشرقة تعكس القيم النبيلة للوفاء والانتماء للوطن.