kawalisrif@hotmail.com

مؤسسة تعليمية عمومية تتحول إلى منبر سياسي بوجدة … انحراف خطير يستدعي الحزم

مؤسسة تعليمية عمومية تتحول إلى منبر سياسي بوجدة … انحراف خطير يستدعي الحزم

في واقعة مثيرة للقلق، شهدت إعدادية القدس بمدينة وجدة استغلالًا مكشوفًا لمؤسسة عمومية يفترض أن تكون محصنة ضد كل التجاذبات الحزبية والإيديولوجية. فقد تم تنظيم نشاط سياسي بغطاء تربوي، أشرف عليه أستاذ معروف بولائه لحزب الاستقلال، وبتزكية من مدير المؤسسة، تحت مظلة الشبيبة الاستقلالية. وهو مشهد لا يمكن قراءته إلا كحملة انتخابية دعائية سابقة لأوانها، تستهدف فضاءً يفترض أن يكون محايدًا وبعيدًا عن الاصطفافات.

إن المدرسة العمومية ليست ساحة للتدافع الحزبي ولا منبرًا لترويج الأجندات السياسية أو الدينية أو الإيديولوجية. بل هي مجال تربوي صرف، يصوغ قيم المواطنة والاختلاف المسؤول. والتطاول على قدسية هذا الفضاء يعد انتهاكًا سافرًا لمبادئ المرفق العمومي، وضربًا للقوانين المنظمة للقطاع التعليمي في الصميم.

ما أقدم عليه بوشنتوف ومن يدعمه، ليس مجرد خطأ عرضي، بل سلوك متهور قد تكون عواقبه وخيمة، وقد يجر أصحابه إلى دائرة المساءلة الإدارية والقضائية، استنادًا إلى مقتضيات الدستور المغربي والقوانين المؤطرة للمؤسسات التعليمية.

إن استمرار مثل هذه الانزلاقات يشكل تهديدًا صريحًا لمصداقية المدرسة المغربية، ويفتح الباب أمام زرع بذور الانقسام والتمييز في أوساط التلاميذ، بدل غرس قيم المواطنة، وحرية التفكير، والعيش المشترك.

20/04/2025

Related Posts