أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، عن إطلاق طلبات العروض لتطوير الشطر الأول من مشروع استراتيجي لإنجاز واستغلال منصة استقبال الغاز الطبيعي بميناء الناظور غرب المتوسط. هذا المشروع يشمل أيضًا ربط هذه المنصة الحيوية بأنبوب الغاز المغربي-الأوروبي، بالإضافة إلى تأمين ارتباطها بباقي البنية التحتية الطاقية الوطنية والمناطق الصناعية بكل من القنيطرة والمحمدية.
اختيار ميناء الناظور غرب المتوسط كموقع لإنجاز هذه المنصة لم يكن اعتباطيًا؛ فبفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي المطل على الواجهة المتوسطية وقربه من الأسواق الأوروبية، يشكل الميناء نقطة محورية جديدة في الخريطة الطاقية الوطنية. كما يتيح هذا الموقع إمكانية استقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال من مختلف المزودين العالميين، وتسهيل عمليات الربط السريع والفعال بأنبوب الغاز المغربي-الأوروبي.
يُعزز هذا المشروع الاستراتيجية الوطنية لضمان أمن طاقي مستدام وتنويع مصادر التزود، لاسيما في ظل التقلبات العالمية بأسواق الطاقة. كما يُعد ربط منصة الناظور غرب المتوسط بأنبوب الغاز المغربي-الأوروبي خطوة محورية لضمان تدفق مرن للغاز نحو محطات الإنتاج والمناطق الصناعية، مما يوفر للمغرب خيارات متعددة ومرنة لتأمين احتياجاته من الطاقة.
سيكون لهذا المشروع وقع اقتصادي وتنموي كبير، خاصة في الجهة الشرقية للمملكة. فبجانب مساهمته في تنشيط حركة الميناء وتعزيز جاذبيته الاستثمارية، سيمكن من دعم تطوير الصناعات المرتبطة بالطاقة في الناظور والمناطق الصناعية بالقنيطرة والمحمدية، وتوفير مناصب شغل جديدة وتعزيز الدينامية الاقتصادية بالجهة.
يتناغم هذا المشروع مع أهداف الانتقال الطاقي للمملكة، من خلال الاعتماد على الغاز الطبيعي كطاقة أنظف مقارنة بالمحروقات التقليدية. وسيساهم في تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، والوفاء بالتزامات المغرب الدولية في مجال المناخ، بالإضافة إلى دعم التوجه نحو تنمية مستدامة متوازنة.
يُجسد هذا المشروع الاستراتيجي بميناء الناظور غرب المتوسط توجهًا وطنيًا لتعزيز السيادة الطاقية للمغرب، وتحويل هذا الميناء إلى قطب لوجستي وطاقة إقليمي. ويمثل إعلان الوزيرة بنعلي خطوة عملية تعكس رؤية المملكة في بناء بنية تحتية حديثة، مستدامة ومندمجة مع محيطها الدولي، بما يخدم مصالح البلاد التنموية والبيئية على المدى البعيد.
22/04/2025