kawalisrif@hotmail.com

مندوبة الحكومة الإسبانية قلقة :    في مليلية المحتلة … مستشفى جامعي ينتظر، والحاكم “مشغول” عن مسؤولياته !

مندوبة الحكومة الإسبانية قلقة : في مليلية المحتلة … مستشفى جامعي ينتظر، والحاكم “مشغول” عن مسؤولياته !

لم تُخفِ مندوبة الحكومة المركزية في مليلية المحتلة، صابرينا موح، ضيقها من أداء حاكم المدينة، الذي يبدو أنه يفضّل الاستغراق في التصريحات الحزبية والمعارك الوهمية مع المغرب، بدل التفرغ لما يهمّ المواطنين فعلاً. فقد دعته، بلغة لا تخلو من السخرية، إلى “التركيز أكثر على مسؤولياته” بدل توزيع الانتقادات يمنة ويسرة.

جاء ذلك ردًّا على تعليقات الحزب الشعبي التي حمّلت البيروقراطية الجمركية مسؤولية تأخر مشاريع تنموية، لتذكّره موح – بتهذيب لاذع – أن “الترخيص الأولي لاستغلال المستشفى الجامعي لا يزال عالقًا في الأدراج، في انتظار توقيع حكومته المحلية”، متسائلة ضمنيًا: من يعطّل من؟

وأضافت المندوبة بوضوح لا يقبل التأويل: “ينبغي على رئيس المدينة أن يطّلع على الوضع كما هو، خصوصًا وأن الملف بيد إدارته”، في إشارة لا تخلو من تنبيه حاد إلى أن مستشفىً بهذا الحجم والرمزية لا يزال، وللمفارقة، بحاجة إلى “رخصة أولية” فقط… لكن من أين؟ من نفس الحكومة المحلية التي لا تتوانى عن انتقاد المركزية!

المفارقة الأكبر تكمن في أن الساكنة المحلية، وخصوصًا المغاربة المقيمين بالثغر المحتل، هم أول من يدفع ثمن هذا التراخي السياسي والعناد البيروقراطي. فهؤلاء المواطنون، الذين يشكلون شريحة كبيرة من سكان مليلية، يعانون في صمت من غياب خدمات صحية لائقة، ويترقّبون بشغف افتتاح هذا المستشفى الجامعي، لعلّه يخفف من معاناتهم اليومية، ويوفر لهم أبسط حقوقهم في العلاج.

لكن، عوض الانكباب على معالجة هذه الإشكالات الواقعية، يفضل الحاكم المحلي أن يستعرض عضلاته السياسية على حساب مصالح الساكنة، متخذاً من معاداة المغرب ورقة يلوّح بها في كل مناسبة، وكأن مشاكل المدينة كلها قادمة من الخارج!

في مدينة تتقاذفها حسابات مدريد والمحليات، ويثقل كاهلها الإهمال السياسي، تبقى الأولويات مقلوبة، والمواطن بين مطرقة الحاجة وسندان المزايدات. والمستشفى؟ لا يزال في الانتظار… ينتظر توقيعًا بسيطًا، وأداءً مسؤولًا.

23/04/2025

Related Posts