أصدر منتدى التمويل الدولي (IFF) تقريره السنوي حول مؤشر التنافسية العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، كاشفاً عن غياب تام للمملكة المغربية عن قائمة الدول الثلاثين الأولى، في وقت يشهد فيه العالم سباقاً متسارعاً على ريادة الابتكار العلمي والتكنولوجي. التقرير، الذي اعتمد على تحليل معمق لأكثر من 2.4 مليون ورقة بحثية و1.4 مليون براءة اختراع، أظهر تراجع الحضور المغربي في مؤشرات الإنتاج الأكاديمي، التأثير العلمي، وعدد الابتكارات المسجلة في هذا القطاع الحيوي، ما يعكس اختلالات هيكلية في منظومة البحث العلمي الوطني.
وتصدّرت الصين المشهد العالمي بإنتاج هائل قارب 769 ألف ورقة علمية خلال العقد الأخير، متقدمة بفارق شاسع عن الولايات المتحدة التي حلّت ثانية بـ368 ألف ورقة. إلا أن دولًا أوروبية مثل سويسرا، وهولندا، وكندا، نجحت في تعويض الفارق العددي بتأثير علمي نوعي، حيث سجّلت معدلات استشهاد عالية بأبحاثها في مجلات علمية مرموقة، ما يبرز أهمية الجودة على الكم في سباق الذكاء الاصطناعي. على الصعيد العربي، برزت السعودية بإنتاج 29,639 ورقة علمية، محتلة المرتبة 15 عالمياً، تلتها مصر في المركز 28 بعدد أبحاث بلغ 13,666 ورقة، مع معدلات استشهاد تجاوزت العديد من الدول النامية.
في المقابل، لم يسجل المغرب، ولا دول شمال إفريقيا الأخرى كـ الجزائر وتونس، أي حضور يُذكر في المؤشرات الرئيسية، سواء من حيث الإنتاج العلمي أو عدد البراءات أو التأثير الأكاديمي، ما يعكس تأخراً إقليمياً مقلقاً مقارنة بدول صغيرة مثل سنغافورة التي تجاوز إنتاجها 25 ألف ورقة علمية. التقرير شدد على أن الجامعات الكبرى والمؤسسات البحثية هي المحرك الرئيسي للتقدم في هذا المجال، مستشهداً بمراكز مرموقة كجامعة “بيركلي” الأميركية، “إمبريال كوليدج” بلندن، والجامعة الصينية للعلوم، داعياً الدول المتأخرة إلى إعادة بناء سياساتها البحثية والتعليمية على أسس أكثر استشرافاً وابتكاراً.
24/04/2025