في وقت كسب فيه حسب الاستقلال أغلب المقاعد المعادة في إقليم الحسيمة .. سجل فيه حزب الأصالة والمعاصرة تقدمًا ملحوظًا في انتخابات جزئية شهدتها مدن الشمال، وهو تقدم يبدو للوهلة الأولى مؤشرًا على ترسّخ شعبيته واتساع قاعدته الانتخابية … لكن خلف هذا الزخم، تظل تساؤلات حاضرة بشأن طبيعة هذا الفوز ودلالاته الفعلية.
ففي مدينة أصيلة، فاز مرشح الحزب بـ142 صوتًا فقط، وهو رقم لا يمكن تجاهل دلالته، إذ يعكس نسبة مشاركة محدودة، تطرح علامات استفهام حول مدى اهتمام المواطنين أو ثقتهم في العملية السياسية برمتها. فهل يتعلق الأمر فعلًا بتفوق انتخابي أم بغياب منافسة حقيقية؟
في جماعة العليين، وعلى غرار باقي المناطق، لا يُمكن إنكار قدرة الحزب على التنظيم والتعبئة، لكن ذلك لا يعفي من طرح أسئلة حول الأداء السياسي للمجالس المنتخبة، ومدى ارتباطه بانشغالات الساكنة.
أما في طنجة، فاستمرار الحزب في قيادة الجماعة الحضرية الكبرى بالجهة يطرح ضرورة تقييم الحصيلة لا بالنتائج الانتخابية، بل بما تحقق فعليًا على مستوى التنمية، تدبير الخدمات، والانفتاح على مطالب المواطنين.
إن المكاسب السياسية لا ينبغي أن تكون هدفًا في حد ذاتها، بل وسيلة لترسيخ ثقة المواطن في الديمقراطية المحلية. والمشهد السياسي، كما يتبلور اليوم، بحاجة إلى أكثر من مجرد فوز انتخابي: بحاجة إلى وعي، محاسبة، ومشاريع تلامس واقع الناس.
24/04/2025