في خريطة المغرب الإداريّة، يصنف دوار تساسنت ضمن دائرة قروية تابعة لجماعة أزمورن، لكن الواقع لا يعترف بهذا التصنيف بل يعتبره امتدادًا ترابيًا للمدينة الساحلية الحسيمة. ورغم أن هذا الدوار شهد توسعًا حضريًا واعدًا يثير الإعجاب، إلا أن البنيات التحتية لم ترتقِ إلى مستوى هذا التوسع. فما الذي يحدث هنا؟ هل نحتاج إلى تفسير أكثر وضوحًا؟
الحقيقة المُرة تكمن في تركز مشاريع التأهيل والبنيات التحتية في دائرة مصالح النافذين وأعضاء مكتب جماعة أزمورن الذين يهمهم أن يكونوا في صورة “الأبطال المحليين” في دوائرهم الانتخابية فقط. أما باقي المناطق، فليست سوى مسرحية انتخابية يتسابق فيها الجميع على توزيع الوعود الفارغة، بعيدًا عن احتياجات الناس الفعلية. فهل من المنطقي أن تتجاهل الجماعة احتياجات دوار تساسنت لمجرد أن الساكنة لم تنتخب “الأشخاص المناسبين”؟
لكن أكثر ما يثير الاستغراب ويخدش العين، هو غياب النظافة في دوار تساسنت. في بلد يتغنى بالحفاظ على البيئة، يبدو أن النظافة هناك ليست سوى “رفاهية” لا مكان لها في هذه المنطقة. ورغم أن جماعة أزمورن تعد جزءًا من مجموعة الجماعات “نكور غيس” التي تضمن توفير بعض الخدمات الأساسية، إلا أن دوار تساسنت لا يزال يواجه معضلة تكدس النفايات أمام أعين الجميع. فكيف يُعقل أن يتوسع الدوار في العمران والساكنة، ولا يزال يعاني من حاويتين بلاستيكيتين فقط، وضعتا منذ أكثر من ست سنوات؟ هل هذا هو التوسع الذي يعد به المسؤولون؟
ومع هذا الوضع الكارثي، تبرز المفارقة العجيبة: شركة “كازا تيكنيك”، بتقنياتها وإمكاناتها الحديثة، تعرض حلولاً لتحسين الوضع البيئي أمام أنظار عامل إقليم الحسيمة، ولكن يبدو أن هذه العروض سقطت في آذان صماء، بينما سكان دوار تساسنت يواصلون معاناتهم اليومية. يبدو أن التوسع لا يقتصر فقط على العمران، بل يمتد أيضًا إلى توسع “الإهمال” و”التجاهل” الذي يعيشه السكان.
إذا كان المسؤولون يعتقدون أن الوضع الراهن يمكن أن يستمر دون محاسبة، فإنهم واهمون. فدوار تساسنت، الذي تحول إلى مثال صارخ على سوء التوزيع العادل للموارد، يطلب من المسؤولين أن يخرجوا من دوائرهم الانتخابية الضيقة وينظروا إلى الواقع البائس الذي يعيشه المواطن البسيط.
24/04/2025