kawalisrif@hotmail.com

جماعة إجرماوس بالدريوش … الرئيس يرفض تهيئة طرقات ممولة من وزارة الفلاحة لفك العزلة … لأن أحداً لم ينفخ في أذنه أولاً !

جماعة إجرماوس بالدريوش … الرئيس يرفض تهيئة طرقات ممولة من وزارة الفلاحة لفك العزلة … لأن أحداً لم ينفخ في أذنه أولاً !

في جماعة إجرماوس المنكوبة تنمويا ، المعزولة كما الجزر المهجورة وسط السيول شتاء ، حيث تتحول المسالك إلى أخاديد والمداشر إلى سجون طبيعية، حدث ما لا يخطر على بال أشد المتشائمين. فحين تنبعث بارقة أمل — نعم، مجرد بارقة — عبر مبادرة نبيلة من مستشارين بذات الجماعة، الذين تجرؤوا واتصلوا بالمديرية الإقليمية للفلاحة بالدريوش ، والسلطات المختصة ، لإطلاق مشروع لتهيئة المسالك القروية وربط الدواوير النائية بشرايين الحياة ( الطرق ) … اصطدمت البادرة بجدار شاهق: “الزعيم الأوحد”، رئيس الجماعة وبائع الأثاث الأشهر في سوق تمسمان، الذي استنفر كل غروره لأن “مقامه العالي” لم يُستشر !

في مشهد لا يحدث إلا في جمهوريات العبث، أقدم مستشارون على هذه المبادرة الحيوية، لكنها وقفت عند حاجز لا يُخترق : سعادة الرئيس القدوري الذي اعتبر المشروع “تعديًا صارخًا” على صلاحياته الكونية… فقط لأنها مبادرة غيره !

نعم، أيها السادة، في زمن تتسابق فيه الجماعات الترابية بالمغرب إلى فتح الطرق نحو الفضاء، ما زالت جماعة إجرماوس تتعثر في حفريات “مَن الذي اتصل أولاً”، وكأن الواقع أمام جريمة تستحق الإعدام الإداري.

في زمن تحط فيه المركبات على سطح المريخ، لا تزال جماعة إجرماوس تتخبط في مستنقع “أنا لم أعلم ! لم يخبروني! كيف تجرؤو … ؟!”.

المبادرة التي كانت ستحقق أحلام دواوير اسليماتن، استعمان، بوصفريو، بني حسان، بوديلم وأرزوقان، قُبرت ببساطة لأن “سعادة الرئيس” لم يحظ بشرف وضع بصمته الإلهية على المشروع قبل بدايته.

المجلس لم يكتف بالتذمر، بل حوّل الجلسة إلى حفلة جنائزية للمشروع، حيث انفجروا في مرافعات بطولية عن “جرم التشخيص المجالي” الذي لم يحضروا طقوسه!

ولأن المسرحيات الرديئة لا تكتمل إلا بنهاية عبثية، انتقل الجمع الكريم إلى التصويت : عشر أصوات ضد المشروع، مقابل صفر أصوات تؤمن أن الفلاحين يستحقون سُبلاً للحياة.

نعم، أيها السادة، الجماعة انتصرت على الفلاحة ! أعضاء المجلس، بمن فيهم الكاتبة وأربعة نواب لا يشق لهم غبار في مناورات الفشل، صوّتوا جميعًا لصالح إبقاء الجماعة رهينة الأوحال والشقاء. لا لشيء، سوى حفاظًا على “هيبة الرئيس” الذي لا يُبادر ولا يُبادر إليه.

النتيجة؟ مجلس إجرماوس، في إحدى دوراته ، قرر أن لا طرق ستُعبد ولا عزلة ستُرفع إلا بإذن رسمي ومباركة من “ملك الأثاث الإنتخابي”، وإلا فلتغرق الدواوير ومزارعوها في الطين إلى الأبد.

وإذا استمر الحال هكذا، فيقترح مستقبلاً أن تتم تعبيد الطرق فقط بعد أداء طقوس التبجيل والاعتذار العلني لكل من “تجرأ” وفكر قبل استئذان “سوق الأثاث السياسي”!

26/04/2025

Related Posts