في إطار التطورات المستمرة لعملية “هادس”، نفّذ عناصر الشؤون الداخلية للحرس المدني الإسباني عملية اعتقال جديدة بمدينة سبتة المحتلة، حيث تم نقل الموقوف سرًا إلى العاصمة مدريد، وأمرت المحكمة الوطنية بإيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي.
وبذلك يرتفع عدد المعتقلين في هذه القضية إلى 16 شخصًا على الأقل، في إطار العملية التي انطلقت إثر اكتشاف نفق يُستخدم لتهريب المخدرات، وامتدت إلى سبتة ومناطق مختلفة من شبه الجزيرة الإيبيرية.
وبحسب صحيفة محلية، تحرّك ضباط الشؤون الداخلية بسرية تامة لتنفيذ الاعتقال الجديد، في عملية تواصلت يوم الجمعة بقرار محكمة التحقيق المركزية رقم 3 بالمحكمة الوطنية، التي أمرت بوضعه في السجن المؤقت، ليضاف بذلك إلى قائمة الموقوفين، بينهم اثنان من عناصر الحرس المدني، ومسؤول سياسي، وموظف بالسجون يُدعى محمد علي دواس.
دخل التحقيق، الذي لا يزال خاضعًا للسرية، مرحلته النهائية، بعدما تم إنجاز الجزء الأكبر من العمليات الميدانية. وتتولى عدة وحدات متخصصة متابعة التحقيق، من ضمنها الشؤون الداخلية، ومركز تحليل واستخبارات مكافحة المخدرات (CRAIN)، ووحدة العمليات المركزية (UCO)، بالإضافة إلى دعم قوات التدخل السريع (GAR).
يُذكر أن معظم الاعتقالات تمت في سبتة وجنوب إسبانيا، على خلفية اتهامات بالرشوة وتهريب الحشيش عبر الشاحنات والمقطورات، حيث تم ضبط أكثر من 3 أطنان من المخدرات مخفية بين جثث حيوانات ونفايات لحوم، رغم تجاوزها حواجز الحرس المدني.
كشفت التحقيقات أن أحد مداخل النفق كان يقع داخل ورشة رخام بمنطقة تراخال بسبتة، ويمتد مباشرة إلى الأراضي المغربية. وتم تهريب الحشيش عبر منطقة قريبة من مجرى “أرويو دي لاس بومباس”، بجوار قاعدة عسكرية مغربية.
وتابعت الصحيفة على مدى أيام تحركات الشرطة والدرك المغربي، الذين تمكنوا من تحديد نقطة الاتصال بالأنفاق. ورغم غياب تأكيد رسمي من الجانب المغربي بشأن اعتقالات أو إجراءات تأديبية، أكدت مصادر غير رسمية تسجيل تحركات داخلية ضد وحدات أمنية معنية، خاصة أن النفق مرّ عبر منطقة غير خاضعة للرقابة المحكمة من الدرك المغربي.
من أبرز العمليات المرتبطة بهذه الشبكة:
-إحباط تهريب 3137 كيلوغرامًا من الحشيش في ميناء الجزيرة الخضراء بتاريخ 18 ديسمبر 2023، كانت مخفية وسط جثث حيوانات.
-ضبط 1977 كيلوغرامًا من الحشيش في يونيو 2023 على طريق AP-7 باتجاه مالقة.
-محاولة تهريب أخرى كانت تستهدف مدينة إشبيلية.
أكدت محكمة التحقيق المركزية رقم 3 أن “عملية هادس” كشفت عن شبكة إجرامية منظمة تعمل بدرجة عالية من الإفلات من العقاب، بفضل دعم قدمه عناصر من الحرس المدني العاملين بالموانئ، الذين سهّلوا مرور الشحنات مقابل الحصول على مكاسب مالية.
وتُعد هذه العملية واحدة من أبرز الضربات ضد شبكات تهريب المخدرات، مبرزةً الدور المحوري لوحدات التحليل الاستخباراتي مثل CRAIN في تفكيك الشبكات الإجرامية، وفهم آليات استغلال الأنفاق السرية في عمليات التهريب الدولي.
26/04/2025