تشهد بلدية بني بوعياش بإقليم الحسيمة، في الآونة الأخيرة، غزواً غير مسبوق لصالات “الشيشة” والمخدرات، في مشهد يبعث على القلق ويطرح أكثر من علامة استفهام حول صمت السلطات وتخاذلها المستمر … صالات تُدار بعنجهية، تعرض الشيشة والممنوعات على قارعة الطريق، وكأنه زمن الفوضى، لا قانون فيه ولا رقيب.
وفي قلب هذه الكارثة الاجتماعية، تبرز صالة “الشيشة” الواقعة بشارع القاضي عياض، غير بعيد عن مقر بلدية بني بوعياش، والتي يملكها منير أولاد عبد النبي، النائب الرابع لرئيس المجلس البلدي. هذا المكان تحوّل إلى نقطة سوداء، تستقبل يوميًا العشرات من القاصرين والقاصرات، لا لتناول القهوة أو الاسترخاء، بل لتدخين الشيشة وتعاطي المخدرات، تحت أنظار الجميع، وبعلم تام من السلطات وفي مقدمتها الباشا ورجال الأمن .
المكان لا يخلو من مشاهد “الليالي الحمراء”، حيث يختلط الدخان برائحة الخمر، وتُزين المشهد نساء الليل، في طقوس مخجلة تحدث على مرمى حجر من مدرسة ابتدائية! نعم، مدرسة أطفالنا أصبحت تجاور ما يشبه وكر فساد، في ظل صمت يثير الريبة ويكشف عن تواطؤ مفضوح بين السلطة وصاحب المقهى المحمي بترسانة من العلاقات والنفوذ.
صرخات الساكنة ترتطم بجدران اللامبالاة؛ فالأهالي يشتكون من تسلل روائح الشيشة إلى غرف نومهم، من مضايقات الشباب المتسكعين على الأرصفة، ومن بيئة تزداد انحطاطًا كل يوم. أحد المتضررين قال بصوت متحسر: “أطفالنا أصبحوا عرضة للضياع، نحن نعيش داخل حي ملوث أخلاقياً قبل أن يكون ملوثاً بيئياً”.
هل من العدل أن يُترك حي بأكمله تحت رحمة رجل نافذ، يُدارى بالحصانة والمحسوبية؟ وهل تستحق بني بوعياش، المدينة الهادئة، أن تتحول إلى مرتع للفساد، بينما المسؤولون يغطّون في نوم عميق؟!
لقد آن الأوان ليُرفع الغطاء عن هذا المستنقع، ولتقول العدالة كلمتها، قبل أن يصبح الانحراف عرفاً والتسيب قاعدة.
07/05/2025
