في خطوة تعكس حضوره المتزايد في الساحة الاقتصادية الوطنية، شارك ائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب بفعالية لافتة في اللقاء الوزاري التشاوري الذي دعا إليه السيد عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، أول أمس الثلاثاء 6 ماي 2025، بمقر مندوبية وزارة الصناعة والتجارة بالدار البيضاء. اللقاء، الذي حضره عدد من أبرز الفاعلين في قطاع التجارة، جاء ليشكل لحظة مفصلية لتشخيص تحديات الواقع التجاري، خاصة ما يتعلق بإجراءات الاستيراد ومراقبة الجودة، وفتح نقاش صريح حول السبل الكفيلة بتيسير تدفقات السلع وتحسين مناخ الأعمال في المغرب.
برزت مشاركة ائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب كمكون أساسي في أشغال اللقاء، حيث ألقى السيد أحمد محاش، ممثل الائتلاف، مداخلة قوية وعميقة، نقل من خلالها نبض المهنيين في الجهة الشرقية، وسلّط الضوء على الصعوبات البنيوية التي تؤرق المستثمرين والمستوردين، لا سيما بطء معالجة الملفات الإدارية، وطول آجال الحصول على شهادة المطابقة (COC)، وضعف التواصل المؤسساتي بين مختلف المتدخلين.
وأكد السيد محاش أن هذه الإشكالات لا تعكس واقع المنطقة الشرقية فقط، بل هي معاناة مشتركة في مختلف ربوع المملكة، داعياً إلى إصلاح شامل لمنظومة التواصل الإداري وتبسيط المساطر، بما يضمن الانخراط الفعلي للمهنيين في رسم الحلول وتنزيلها. كما شدد على أن طول فترات الانتظار لا يُكبد المستثمرين خسائر مباشرة فقط، بل يُخلخل التوازنات الاقتصادية ويؤثر سلباً على العرض والطلب في السوق.
وقد لقيت مداخلة ممثل ائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب تفاعلاً سريعاً من قبل المسؤولين الحاضرين، حيث أعلن مسؤول قطاع مراقبة الجودة وحماية المستهلك عن تنظيم لقاء تواصلي خاص بمدينة الناظور في المستقبل القريب. هذا اللقاء المرتقب، وفق ذات المصدر، سيجمع الفاعلين الاقتصاديين بالجهة الشرقية، ويهدف إلى الاستماع المباشر لانشغالاتهم وبحث حلول عملية للإشكالات التي تعيق التجارة بالمنطقة.
اللقاء يأتي في سياق حركية وطنية متسارعة يشهدها قطاع التجارة الخارجية بالمغرب، إذ ترأس رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، في اليوم ذاته اجتماعاً رفيع المستوى بالرباط، خُصص لتقديم ومناقشة خارطة طريق التجارة الخارجية للفترة 2025-2027، والتي يشرف على إعدادها السيد عمر حجيرة. وتشمل هذه الخارطة أولويات استراتيجية تتمثل في رقمنة المساطر، وتحديث الترسانة القانونية، وإنشاء مكاتب جهوية لمواكبة المستثمرين، بما يعزز قدرة المغرب التنافسية على الصعيد الدولي.
وتُعد المشاركة النشطة لائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب في هذا اللقاء الوطني تأكيداً على دوره المتنامي كقوة اقتراحية وممثل شرعي لانشغالات المستثمرين في المنطقة الشرقية، وخاصة في ما يتعلق بقضايا البنية التحتية والتجارة العابرة للحدود، مثل تطوير ميناء بني أنصار وتحسين فعالية المعابر الحدودية، إلى جانب مواكبة مشاريع كبرى كـ ميناء الناظور غرب المتوسط.
وبين الحضور الوطني في كبرى اللقاءات، والانخراط الجهوي في دعم دينامية التنمية، يواصل الائتلاف لعب دوره في تعزيز التكامل الجهوي، وتغليب منطق الحوار والتشارك مع السلطات العمومية، لإرساء منظومة تجارية أكثر نجاعة وعدالة.