حزب الاستقلال يواصل إنتقاد حليفيه في الحكومة ويتهمها ب “الكذب والمساهمة في الفساد”

في مشهد مثير ، قرّر حزب الاستقلال — أحد ركائز التحالف الحكومي بالأمس القريب — أن ينقلب على شركائه بانفعال الغاضب الذي اكتشف فجأة أن المركب يغرق .

الحزب، الذي طالما فضّل “الإيحاءات الدبلوماسية”، رمى القفازات وخرج إلى العلن، يوزع التهم ويوجّه السكاكين تحت قبة البرلمان، وكأنما اكتشف فجأة أن الفساد والتقصير لم يولدا البارحة. نزار بركة، الأمين العام، لبس عباءة المنقذ، وشهر سيف البلاغة ضد الحكومة التي يشارك فيها، ساخرًا من سياساتها التي يصفها اليوم بالمتخبطة .

ولم يكتفِ بركة بالتلميح، بل اتّهم بعض الفاعلين في السوق بالجشع والاغتناء الفاحش من دعم استيراد الأغنام، في مشهد يختلط فيه النقد بالاعتراف الضمني بالتواطؤ الحكومي :   فكيف مرّ كل هذا تحت أنف الحكومة .

عبد الرحيم بوعيدة لم يتأخر في فتح النار على وزير الشغل بلغة ساخرة ، متسائلًا إن كانت أرقام البطالة التي يقدمها الوزير تخص المغرب فعلاً، أم أنها استُوردت خطأً من كندا أو السويد . ولم يفته أن يصف وعود الحكومة بمليون منصب شغل بأنها أقرب إلى “مليون “، تليق بإعلانات تسويقية لا بخطط إنقاذ وطني.

أما النائب الشناق، فقد فتح ملفًا فاحت منه رائحة الإسمنت أكثر من رائحة الصفقات، حيث تحدث عن سطو عقاري بأمر حكومي على أراضٍ كانت مخصصة لبناء مرافق عمومية، وكأن “الإقامات السكنية” في هذا البلد صارت تبنى على أنقاض الأمل العام.

وهكذا، يُعاد تموضع حزب الاستقلال، لا كمجدد لخطاب الأغلبية، بل كمن يحاول تنظيف يديه من تراكمات شارك في صنعها. خطابهم الجديد يذكّر بمن يصرخ في وجه المرآة، متّهمًا صورته بالخيانة.