خرج حزب “ڤوكس” الإسباني، المعروف بمواقفه المتطرفة، باقتراح لا يقل غرابة عن اقتراحاته السابقة : نشر عناصر المخابرات الإسبانية داخل المغرب للحد من الهجرة السرية، وكأن المملكة المغربية حي خلفي لإسبانيا يمكن التجول فيه بحرية تامة … دون أن يرفّ لحزب “ڤوكس” جفن أمام ما يُسمى بـ”السيادة الوطنية”.
الاقتراح العجيب هذا، الذي طُرح داخل البرلمان الإسباني، استُقبل بكم هائل من القهقهات السياسية، حيث رفضته أحزاب الائتلاف الحاكم رفضًا قاطعًا، بينما لم يجد فيه المراقبون سوى مثالًا صارخًا على انفصال “ڤوكس” عن الواقع.
وبينما يُصرّ الحزب على تصدير أزماته الداخلية عبر “تصدير الجواسيس”، ما زال قادته – فيما يبدو – يعيشون في أوهام الماضي الاستعماري، متناسين أن المغرب اليوم ليس هو المغرب الذي يتخيله “فوكس”، بل هو دولة ذات سيادة، ومؤسسات، وجيش يعرف كيف يقول: “قف، أنت في المغرب!”.
فهل سيقترح الحزب لاحقًا زرع عملاء في القمر للقضاء على ظاهرة المدّ البحري؟ أم أنه سيطالب بإرسال غواصات سرية إلى المحيط الأطلسي لمراقبة قوارب الهجرة؟ الخيال مع “ڤوكس” لا حدود له، لكن السيادة المغربية أيضًا خط أحمر.
ربما آن الأوان للحزب أن يُحوّل مقترحاته إلى سيناريوهات أفلام خيال سياسي بدل عرضها على برلمان محترم. على الأقل سيكون لها جمهور… في صالات السينما!
10/05/2025