يبدو أن الجزائر قررت أخيرًا أن تدخل نادي القوى العظمى… على طريقتها الخاصة. فبعد أن كشفت وسائل الإعلام الرسمية عن طرد “عنصرين استخباراتيين فرنسيين متنكرين في هيئة دبلوماسيين”، هلّل الإعلام المحلي وكأن البلاد أفشلت مؤامرة بحجم عملية “نورماندي”.
المضحك في القصة أن الجزائر، التي تشكو باستمرار من التدخلات الأجنبية، سمحت بدخول العنصرين بجوازات دبلوماسية، ثم قررت لاحقًا أن “تستفيق فجأة” وتطردهما. هل هو فشل استخباراتي؟ أم مسرحية لتسجيل نقطة في مرمى فرنسا وسط توتر مزمن؟ الجواب في مكان ما بين الروتين والردّ الفارغ.
وطبعًا، لا تكتمل المسرحية دون إلقاء اللوم على باريس، التي، حسب الرواية الرسمية، خرقت كل الاتفاقيات الدولية ولم تبلغ الجزائر بأن “الضيفين” من جهاز الـDGSI. وكأن العالم كله يجب أن يمرر أسماء زائريه عبر البريد الجزائري أولاً!
لكن لماذا التوتر أصلًا؟ آه نعم، لأن فرنسا اعترفت بمغربية الصحراء. وكأن الجزائر، التي بالكاد تنجح في تأمين الكهرباء والماء صيفًا، قد كُلّفت فجأة بحراسة وحدة التراب الإفريقي… أي منطق هذا؟!
النتيجة؟ تبادل طرد موظفين، عبارات خشبية من وزارات الخارجية، ومزيد من استعراض العضلات الدبلوماسية في إعلام رسمي لا يعرف من العالم سوى العبارات السيادية والنبرة الوطنية الصاخبة.
في النهاية، يبدو أن الجزائر اختارت أن تحارب فرنسا بطريقة تصلح فقط لنشرة أخبار التاسعة… لكنها لا تغيّر شيئًا على الأرض، سوى أنها تثير الضجيج وتمنح السياسيين المحليين مادةً للهروب من أسئلة الداخل.
11/05/2025