في مشهد يصعب تصديقه لولا أن الواقع يصرّ على استفزاز المنطق، استيقظت ساكنة جماعة كرونة المركز بإقليم الدريوش ، تعيش على وقع صدمة عمرانية غير مسبوقة: منزل يُبنى على عجل في نهاية أحد الشوارع الحيوية قرب السوق اليومي، ليُغلقه تماماً كأن الشارع ملكية خاصة أو إرث عائلي !
الأدهى من ذلك؟ الترخيص “المشبوه” الذي حصل عليه صاحب المشروع، المقيم في ألمانيا، وسط صمت مريب من السلطة المحلية والمجلس الجماعي، وكأن الأمر لا يعنيهم أو كأن القانون في عطلة موسمية.
البناء يتم بسرعة صاروخية، وكأن هناك سباقاً ضد الساعة، مع حديث قوي عن محاولة استباق تدخل العامل الجديد المعروف بعدم تساهله مع فوضى التعمير. فهل نحن أمام محاولة فرض أمر واقع قبل أن تتحرك السلطة؟ وهل هذا الشارع الضيق الذي اختنق بالإسمنت هو بداية لفصل جديد من “المهازل التعميرية” ؟
السكان غاضبون، والاحتقان يتصاعد، والمطالب بالتحقيق الجاد ومحاسبة من “باعوا الشارع” لا تتوقف. فهل تتحرك الجهات المعنية أم ننتظر كارثة جديدة باسم “الترخيص”؟