حملة إزالة الشوائب وفتح الممرات المسدودة وتوسيع الطرقات في قلب مدينة وجدة ليست مجرد أشغال بل هزة إدارية قلبت الطاولة على تهاون استمر لعقود. البعض يسمّيها “حملة إعادة الاعتبار”، لكنها في الحقيقة ثورة صامتة يقودها الوالي لخطيب لهبيل ، عامل عمالة وجدة أنجاد، الذي كسر روتين الرفوف المغبرة وحرّك ملفات المشاريع المنسية التي كانت بمثابة “ديكور سياسي” يُستعمل وقت الحاجة فقط.
تعليمات صارمة، قرارات جريئة، تنفيذ حازم … فُتحت طرقات طال انتظارها وتم تفعيل نزع الملكية باسم المصلحة العامة، في مشهد لم تعتده مدينة ظلت رهينة مجالس غارقة في صراعات تافهة ومناورات انتخابية عقيمة.
لكن، ورغم كل هذا الزخم، يظل سؤال جوهري يطرح نفسه بإلحاح: من يحرّر المدينة من الطفيليات؟
أولئك المتطفلون على مشاريع الدولة، السماسرة الذين يتصيدون الصور، ويبيعون الوهم للمواطن البسيط، وكأنهم من صلب القرار وهم في الحقيقة ظلّ السلطة دون تفويض. هناك من يركب موجة الإنجازات، لا ليساهم، بل ليُتاجر بالأمل، ويُحضّر أوراق لعبه للموعد الانتخابي المقبل، بتوجيهات “جهات معلومة”.
فهل يتحرّك الوالي لحسم هذا الملف؟ وهل سنرى قرارات تُغربل المشهد وتعيد الهيبة لعمل اللجان المختصة؟ أم سيُترك الباب مفتوحًا أمام من لا ينتمون لأي إدارة لكنهم يحضرون حيث لا يجب، ويتحدثون باسم من لا فوّضهم؟
وجدة لا تحتاج فقط إلى توسعة طرقها، بل إلى تطهير مسارات القرار من السماسرة والانتهازيين ، والمثال الحي المدعو البشير بودغيا ( الصورة ) .