انطلقت بمدينة مراكش فعاليات المؤتمر الوطني للحوامض الذي تنظمه الفيدرالية البيمهنية، تحت شعار يعكس حجم التحديات التي يواجهها القطاع: “تحديات قطاع الحوامض: ما هي آليات العمل المستقبلية الممكنة؟”. ويهدف هذا اللقاء إلى تسليط الضوء على الوضعية الراهنة لسلسلة الحوامض، التي تعد ركيزة اقتصادية واجتماعية لآلاف الأسر القروية، من خلال توفيرها لأكثر من 32 مليون يوم عمل سنوياً، موزعة بين البساتين ومحطات التلفيف ومصانع العصير، وعددها 54 وحدة على الصعيد الوطني.
المؤتمر، المنعقد تحت إشراف وزارة الفلاحة، ناقش بإسهاب تراجع أداء القطاع نتيجة منافسة قوية من أسواق أخرى، خاصة المصرية، إلى جانب العراقيل التصديرية التي قلصت من حجم الكميات الموجهة نحو الخارج. وأدى هذا الانخفاض إلى ضعف مردودية محطات التلفيف، وتقليص مدة اشتغالها إلى أقل من نصف السنة، مما أثّر على اليد العاملة وعلى سلاسل التزويد لمصانع العصير. كما أبرز المتدخلون أن محاولات تمديد الموسم التسويقي نحو الصيف أنهكت الأشجار وأضعفت إنتاجها في المواسم التالية، في ظل ندرة متزايدة للمياه وتهديدات مناخية متفاقمة تُقلق الفلاحين والمهنيين على حد سواء.
وفي ظل هذه التحديات، دعا المؤتمر إلى ضرورة إعادة هيكلة القطاع وتبني سياسة مائية متكاملة تضمن استفادة الفلاحة من الموارد غير التقليدية مثل تحلية مياه البحر وإعادة تدوير المياه المستعملة، مقابل تخصيص المياه المحلاة للشرب. كما حذر المهنيون من التفتيت الكبير للضيعات وسوء تنظيم المنتجين، مما يضعف قدرتهم التفاوضية ويعزز دور الوسطاء، رافعين مطلباً بإعادة تأهيل أسواق الجملة وتنظيمها قانونياً. كما سلط المؤتمر الضوء على أزمة نُدرة اليد العاملة المؤهلة، والتي تفاقمت بفعل تعارض التسجيل في الضمان الاجتماعي مع برامج الدعم الاجتماعي المباشر، داعياً إلى مقاربة تشاركية لحماية استدامة هذا القطاع الحيوي.
13/05/2025