في مشهد عبثي وصادم بمدينة فاس، اختارت جماعة المدينة أن تدير ظهرها لفاجعة حي بن دبّاب، التي قتل فيها 10 أشخاص ،، وعدد آخر من الجرحى ، وكأن الأرواح التي تُزهق تحت أنقاض المنازل الآيلة للسقوط لا تستحق أن تُذكر ولو على هامش جدول أعمال الدورة !
ساكنة الحي الحسني، التي طالما اعتقدت أن لها ممثلين داخل قبة العمودية، تلقت هذا التجاهل بامتعاض شديد واستياء عارم. كان الأمل معقودًا على أن يُخصّص للكارثة حيز محترم ضمن أشغال الدورة ، ولو بشكل استثنائي ، لا سيما أن الأمر يتعلق بحياة بشر لا بمشروع تزييني أو برنامج سياحي.
أحد السكان عبّر بحرقة: “هل أصبحت أرواحنا أرخص من نقط مخططة على الورق؟ هل انتُخب ممثلونا ليبحثوا عن الحلول لمشاكلنا أم ليحصدوا امتيازات شخصية؟ يبدو أن صوت المواطن يُستغل فقط كجسر لعبور المصالح!”
دورة ماي تحوّلت إلى حلبة صراع كلامي بين المعارضة والعمدة، تبادل للاتهامات، ملاسنات حادة، وصراخ يشبه ما قد يُسمع في حمّام شعبي لا في قاعة مجلس مسؤول عن تسيير مدينة عريقة.
هذا المشهد المؤسف أغضب الحاضرين من سلطات ومواطنين، وأثار قلقًا عميقًا حول حال التدبير المحلي في العاصمة العلمية للمملكة.
13/05/2025