بلاوي: مهنة المحاماة والقضاء يشكلان جناحي العدالة ولا بد من تحديث المهنة لمواجهة تحديات العصر

أكد هشام بلاوي، رئيس النيابة العامة، على متانة العلاقة التي تربط بين مهنة المحاماة وسلك القضاء، واصفاً إياهما بجناحي العدالة اللذين لا تكتمل أسمى معاني المحاكمة العادلة بدونهما. وأوضح، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الثاني والثلاثين لجمعية هيئات المحامين بالمغرب المنعقد بمدينة طنجة، أن كلا الطرفين يتقاسمان القيم والمبادئ ذاتها، ويشتركان في مهمة نبيلة واحدة هي إرساء أسس العدالة وخدمة الحق. وأضاف أن المحاماة والقضاء يشكلان معا دعامة مركزية لبناء منظومة عدالة تستجيب لتطلعات المجتمع في الإنصاف والمساءلة.

وسلط بلاوي الضوء على ضرورة استحضار إرث المحامين الرواد الذين ساهموا في ترسيخ مكانة المهنة، مؤكداً أن المؤتمر يشكل لحظة للتأمل واستلهام دروس من قامات قانونية طبعت تاريخ المهنة بفكرها ومواقفها النضالية. وأشاد بما قدمه هؤلاء من تضحيات دفاعاً عن القيم الحقوقية والعدالة، معتبراً أن خلفهم اليوم يحمل المشعل نفسه، ويسير على نهج يكرّس المهنة كمرجعية أخلاقية وقانونية في مسار بناء دولة المؤسسات. كما هنّأ، باسم قضاة النيابة العامة، كل العاملين في مهنة المحاماة على التزامهم المتواصل بخدمة العدالة وحماية المستضعفين وصون كرامة الإنسان.

وفي خضم حديثه، دعا رئيس النيابة العامة إلى مواجهة التحديات الجديدة التي فرضها السياق العالمي الراهن، من طفرات تكنولوجية واستعمال متزايد للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، مؤكداً على أهمية تحديث المهنة وتنظيمها بشكل يضمن استقلاليتها وتكيفها مع المتغيرات. واعتبر أن تجاوز هذه التحديات يتطلب تعبئة جماعية لكل الطاقات المهنية والتمسك بالقيم النبيلة التي تأسست عليها مهنة الدفاع، مستحضراً في ذلك التوجيهات الملكية التي دعت إلى إصلاح شامل يرسّخ مبدأ استقلال المحاماة ويعزز دورها المحوري في بناء دولة الحق والقانون.