فاطمة أمزبان – الحسيمة
تحولت الحسيمة، لؤلؤة الريف، كما توصف ، إلى بؤرة للرعب والفوضى بعد أن غزت شوارعها عشرات الحالات من المختلين عقلياً والمشردين، في ظل تجاهل رسمي خطير قد يفتح الباب على مأساة إنسانية وأمنية وشيكة.
المدينة، التي تستعد كل صيف لاستقبال عشرات الآلاف من الزوار والسياح، تعيش هذه الأيام على وقع مشاهد مرعبة: أشخاص في حالة انهيار عقلي، بعضهم شبه عراة، يتجولون بعنف بين المارة، يحملون العصي والحجارة، يصرخون، يهددون، ويعتدون في غياب تام لأي تدخل حازم من السلطات.
“أصبحنا نخاف على أطفالنا حتى في وضح النهار!” يقول أحد السكان، وهو يروي واقعة مفجعة تعرضت فيها زوجته لهجوم صادم في حي ميرادور. مشاهد مشابهة تتكرر كل يوم، وسط صمت مطبق من البلدية، والأمن، ومندوبية الصحة، وكأن الأمر لا يعنيهم!
الوضع يطرح أسئلة حارقة: أين وزارة الصحة من واجبها في التكفل بالمرضى العقليين؟ أين البرامج الاجتماعية لإيواء من يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟ ولماذا لا تتحرك المقاربة الأمنية إلا في المناسبات؟
المختلون العقليون ليسوا جناة، بل ضحايا نظام صحي مهترئ، ولكن تركهم في الشارع دون حماية يحوّلهم إلى قنابل موقوتة تهدد الجميع.
الحسيمة اليوم تدق ناقوس الخطر. والسؤال الجوهري الذي يردده السكان: هل ننتظر سقوط أول ضحية ليتحرك المسؤولون؟ أم أن أرواحنا لا تساوي شيئاً أمام صمتهم؟
16/05/2025