تمسمان – كواليس الريف :
تشهد الثانوية التأهيلية تمسمان بإقليم الدريوش هذه الأيام وضعاً تربوياً مقلقاً، في ظل اختلالات تنظيمية أثارت استياء واسعاً في صفوف التلاميذ وأولياء أمورهم، وذلك بسبب ما وُصف بسوء تدبير الزمن المدرسي وبرمجة الفروض بطريقة غير مدروسة، ما انعكس سلباً على التحصيل الدراسي واستعداد المتعلمين للامتحانات.
ووفقاً لإفادات من داخل المؤسسة، يُرغم عدد من التلاميذ على اجتياز ما يقارب أربعة فروض في اليوم الواحد، تشمل مواد متنوعة مثل الفيزياء والرياضيات والعلوم، إلى جانب حصص بدنية، ما يتسبب في إنهاكهم بدنياً وذهنياً ويُفقد العملية التعليمية قيمتها التربوية والتكوينية.
وتُفاقم الوضعيةَ التربوية الهشة غياب شبه تام للأطر الإدارية، في مقدمتهم الحارس العام، إلى جانب غموض يكتنف دور “المقصد التربوي” داخل المؤسسة، بينما يُوصف مدير الثانوية من قبل بعض المتتبعين بـ”المثقل بالمهام”، في ظل قلة الإمكانيات وضغط المسؤوليات.
من جهة أخرى، تتعرض جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ لانتقادات لاذعة من طرف أولياء الأمور، الذين يعتبرون أن دورها يكاد ينحصر في جمع الانخراطات السنوية، دون أي تدخل فعلي لحماية حقوق التلاميذ أو تأطيرهم.
وتتزايد الدعوات من داخل الأوساط التربوية بالمنطقة إلى تدخل عاجل من قبل المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية من أجل الوقوف على حقيقة الأوضاع داخل المؤسسة، وإعادة تنظيم الزمن المدرسي وبرمجة الفروض بشكل يراعي مصلحة التلميذ. كما يُطالب بتخصيص فترة مراجعة قبيل الامتحانات الوطنية، وهيكلة الإدارة التربوية بما يضمن فعالية الأداء، وتفعيل دور جمعية الآباء كشريك حقيقي في خدمة المدرسة العمومية.
وفي ظل غياب إجراءات عاجلة، يظل تلاميذ ثانوية تمسمان التأهيلية في مواجهة مباشرة مع فوضى تنظيمية تضع مستقبلهم الدراسي على المحك، وتهدد بتقويض جهود الإصلاح التربوي التي يُفترض أن تكون أولوية وطنية.
16/05/2025